العمل للسلام سياسة إماراتية راسخة

الإفتتاحية

العمل للسلام سياسة إماراتية راسخة

يأتي تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على أهمية استكشاف مسارات جديد لخفض التصعيد وتحقيق السلام خلال إعلان سموه دعم وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل والفلسطينيين، تعبيراً عن موقف دولة الإمارات الثابت والراسخ والساعي إلى تحقيق سلام عادل وشامل ينهي عقوداً من الألم والمعاناة والتوتر وسقوط الضحايا جراء غياب الحل المستند إلى قرارات الشرعية الدولية وعدم وجود آلية تضمن تغليب لغة الحوار والعقل ومتطلبات الشعوب بالحياة بدون عنف أو أزمات، وخلال مسيرة طويلة من المواقف الثابتة عبرت دولة الإمارات عن تأييد كل مسعى يكون كفيلاً بإحداث نقلة نوعية حقيقية نحو حل سلمي مؤكدة أهمية السلام وأنه الحل الوحيد الذي يمكن أن يكون نقلة في اتجاه مستقبل الشعوب ووضعاً طبيعياً يواكب تطلعات الأمم نحو الاستقرار والتنمية والتوجه للمستقبل، ولذلك كانت دولة الإمارات دائماً مع كل جهد يعمل للوصول إلى بر الأمان.
إن السياسة الحكيمة والواقعية والعقلانية أكبر ضامن لإنجاز وديمومة الاستقرار المنشود بعيداً عن جميع أشكال العنف والتوتر، وهذا ثابت من خلال وقائع التاريخ الذي طالما شهد صراعات ونزاعات وأحداث جسيمة وكان الحل السياسي الوحيد القادر على إيجاد بوابة للخروج من كل ما يحمله غياب السلام من ويلات.
منذ عشرات السنين كانت منطقة الشرق الأوسط مثخنة بالجراح الناجمة عن عدة حروب وبقيت جميع الأطراف خلالها تتمترس وراء مواقفها وتتعنت وتبرر ما تقوم به، لكن ذلك لم يغيب حقائق التاريخ، وهي أن أي حرب لم تضع أوزارها إلا بعد أن تكاتفت الجهود وصدقت النيات وعملت على إنجاز حل سياسي يرضي جميع الأطراف ويحظى بدعمها، والقضية الفلسطينية ليست استثناء من ذلك وإن كانت الأطول والأعقد في المنطقة، لكنها لا يمكن أن تشهد نقلة نوعية نحو التسوية النهائية العادلة في غياب الحل السياسي الواجب، وهو ما تؤكده الإمارات ومعها أغلب أقطاب المجتمع الدولي الذين يعبرون عن دعم كل جهد نحو السلام إيماناً بأهميته كمخرج وحيد من دوامة الصراع الذي طال كثيراً.
معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أكد تجسيد مواقف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتوجهات الدولة والتعبير عن رؤيتها لإنهاء الصراعات بالقول: “اتصال الشيخ محمد بـن زايد مع الرئيس السيسي، وتعبيره عن دعم الإمارات للجهود المصرية نحو وقف إطلاق النار في غزة، وحقن دماء المدنيين يمثل توجه الإمارات العقلاني وإيمانها بمركزية الدور المصري في قضايا المنطقة، مقاصد الإمارات الواقعية والحكيمة تصب في مصلحة دول المنطقة وشعوبها”.
هذه هي الرؤية الإماراتية التي تعمل على استكشاف كل مسار يمكن أن يحمل النور لوضع حد للأزمات ويجعل السلام نعمة تلمسها الشعوب وتحيا بأمان واستقرار بعيداً عن ويلات الصراعات والأزمات.


تعليقات الموقع