على هامش مشاركته بمعرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ30

“تريندز” ينظم محاضرة بعنوان “التنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية”

الإمارات

 

أبوظبي – الوطن:

نظم “تريندز للبحوث والاستشارات” أمس الثلاثاء محاضرة بعنوان “التنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية”، وذلك على هامش مشاركته في فعاليات “معرض أبوظبي الدولي للكتاب” في دورته الثلاثين، ألقاها سعادة الدكتور علي بن تميم رئيس مركز أبوظبي للغة العربية.
وأكد الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لـ”تريندز للبحوث والاستشارات” في تقديمه للمحاضرة على أهمية الموضوع الذي تناقشه، كونه يرتبط بقضايا الأمن والتنمية والحوار والسلام العالمي، وأوضح العلي أن موضوع المحاضرة يتزامن مع حدثين مهمين يرتبطان به، الأول، هو احتفال العالم مؤخراً بـ”اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية”، الذي يوافق الحادي والعشرين من مايو من كل عام، ويمثل تذكيراً سنوياً لدول العالم ومنظماته المختلفة وشعوبه بأهمية تعزيز التعاون الثقافي بين الشعوب والحضارات، وبضرورة القبول بالتنوّع الثقافي والاقرار به وترسيخه كأساس لخلق الحوار البناء بين الحضارات والثقافات المختلفة وتعزيزالاحترام والتفاهم بينها.
أما الحدث الثاني، فهو حدث إماراتي ولكن برؤية ثقافية عالمية، ويتمثل في انطلاق فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي أصبح يمثل واحداً من أهم معارض الكتاب في المنطقة والعالم، ووجهة رئيسة لأبرز دور النشر العربية والدولية، وبات من أهم مظاهر ريادة الإمارات الثقافية في المنطقة والعالم.
واستهل سعادة الدكتور علي بن تميم المحاضرة بالتأكيد على أن قضية التنوع الثقافي وتجلياتها المختلفة تحظى باهتمام كبير في الدراسات الاجتماعية والسياسية، لما لها من تأثير بالغ في استقرار المجتمعات والدول، فالقبول بالتنوع الثقافي هو قبول بالآخر، واعتراف به، وهو خير سبيل لجعل الآخر يقبل بنا، كما أنه أحد العوامل المهمة في تحقيق الاندماج بين أفراد المجتمع كافة، وتحقيق الأمن والاستقرار فيه، وإذا كانت الأمور تُعرف بأضدادها فالواقع يشير إلى أن محاولات الإلغاء والإقصاء التي مورست في بعض الدول تجاه أحد مكوناتها أسهمت في تشظي تلك الدول وربما تقسيمها.
وأشار سعادة الدكتور علي بن تميم إلى أن مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة وبانيها الراحل الكبير المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” أدرك أن نجاح دولة الاتحاد لن يتحقق ما لم يكن مجتمعها قائماً على التنوع الثقافي فاتحاً ذراعيه للجميع بمحبة واحترام من دون أن يُخل ذلك ببنية المجتمع وثقافته الأصيلة، فكانت الإمارات منذ نشأتها موئلاً لمختلف الأعراق والأجناس والأديان والثقافات.
وقد استلهمت القيادة الإماراتية الحكيمة رؤى الوالد المؤٍسس في هذا السياق، بل سعت إلى وضع القوانين والتشريعات التي تحمي هذا التوجه، إيماناً منها بأن النجاح في تحقيق أهداف التنمية المستدامة وبناء الإنسان يحتاج إلى قدر أكبر من قبول التنوع الثقافي واستيعاب مختلف أنماط التفكير والمعتقدات والقيم والأذواق وأشكال السلوك والأنماط المختلفة للحياة العابرة للحدود، وفي هذا تطبيق عملي لما جاء في الإعلان العالمي بشأن التنوع الثقافي، والذي يرى أن هذا التنوع هو “أحد مصادر التنمية، لا بمعنى النمو الاقتصادي فحسب، وإنما من حيث هو أيضاً وسيلة لبلوغ حياة فكرية وعاطفية وأخلاقية وروحية مُرضية”.
وأوضح سعادة الدكتور علي بن تميم أن جذور الاضطراب الذي نراه في كثير من دول المنطقة، والأوضاع المأساوية التي تمرُّ بها تعود في قسم لا يُستهان به منها إلى إهدار قيمة التنوع الثقافي، ومحاولة إنكار الخصوصيات الثقافية والهويات التي يمكن لها أن تكون مصدرا من مصادر القوة إذا أتيح استثمارها في إطار هوية وطنية جامعة قادرة على احتوائها جميعا. ولقد كانت محاولة طمس هويات بعينها، أو فرض ثقافة ورؤية أحادية الجانب على حساب التنوع وصفة لمضي الدول بثبات نحو هاوية الضعف والتفكك وتفاقم الصراعات التي تهدد الكيان الوطني ذاته. ومن ثم تصبح هذه الدول والمجتمعات هشة وقابلة للتصدُّع على النحو المأساوي الذي شاهدناه في المنطقة وفي مناطق أخرى من العالم.
واختتم الدكتور علي بن تميم المحاضرة بالقول أن قبول التنوع الثقافي وتفهُّمه يمثل أحد مصادر قوة المجتمعات وتماسكها وقدرتها على تحقيق أهدافها، فلم تعد فكرة المجتمع أحادي الثقافة مًتصوَّرة في ظل تقارب أطراف العالم وتلاشي الحدود بفعل التطورات التي شهدها منذ العشرية الأخيرة من القرن العشرين، وفي ظل طبيعة الدول التي تتكون من مجموعات ثقافية وعرقية متنوعة وتوجهات فكرية مختلفة.
وفي نهاية المحاضرة، أهدى الدكتور محمد العلي درع “تريندز للبحوث والاستشارات”، لسعادة الدكتور علي بن تميم، تقديراً لإسهاماته الرائدة في دعم حركة الثقافة والمعرفة.


تعليقات الموقع