دبي تواصل الإلهام

الإفتتاحية

دبي تواصل الإلهام

الدول النشيطة تعمل على مواكبة عصرها، والأمم التي تجعل مساعيها الخيرة في سبيل أن تكون الأفضل حول العالم، لا بديل لها عن أن تستبق زمنها باستشراف المستقبل ومعرفة متطلباته والاستعداد له، وهذا يحتاج إلى قرارات تاريخية شجاعة تُعلي سقف الطموحات لتكون سابقة لزمنها ومتقدمة على عصرها والعمل على تحقيقها، فوطن طالما حطم المستحيل وجعل الأحلام واقعاً وقارع التحديات بقوة مشهود لها وعزز موقعه ومكانته على الخارطة العالمية حتى تحولت سيرته إلى نبع للإلهام البشري وكيف تنتصر الشعوب بمضاعفة نجاحاتها ومكتسباتها عبر استراتيجياتها العملاقة، ومن هنا باتت مدن الوطن تحمل مشعل التقدم الحضاري يوم جعلت الإبداع والابتكار حالة عامة هدفها تعزيز السعادة، ولطالما كانت دبي سباقة في التأكيد للعالم أننا ماضون بقوة إلى الغد، وما بين سنوات قليلة مضت من مسيرة التنمية الأكثر زخماً حول العالم.. واليوم، نقلات حضارية اختصرت المسافة بين الحاضر المزدهر والمستقبل الذي يتم العمل عليه ليكون أكثر إشراقاً.. إنها باختصار عزيمة أبناء الإمارات وفكرهم “المتقد” وطنية وعلماً ورؤى قل نظيرها.
أدركت قيادتنا الرشيدة منذ زمن أن الذكاء الاصطناعي والحياة الرقمية وأهمية امتلاك القدرة على المشاركة المعرفية في الثورة التكنولوجية، لا مكان فيها لترف الاختيار بقدر ما باتت ضرورة ملحة وحاجة أساسية لزمن متسارع يشهد الكثير من التطورات على الصعد كافة، فسخرت كل السبل لبناء كوادر بشرية مؤهلة وتأمين بنية تحتية متطورة، وآمنت أن الاستثمار في العقول هو تأسيس للمستقبل، فنجح الرهان وبتنا على درجة من التقدم تؤكد أننا من حملة مفاتيح الغد، فالمبادرات المتفردة لا تتوقف، ومن هنا يأتي توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بإنشاء هيئة دبي الرقمية بهدف رقمنة الحياة في دبي وليس فقط رقمنة خدمات حكومة دبي، كما أكد سموه، مبيناً الأهداف الكبرى من “الهيئة” بالقول: “بدأنا رحلتنا الرقمية قبل 20 عام .. حجم اقتصادنا الرقمي يتجاوز 100 مليار درهم ونستهدف مضاعفة هذا الرقم خلال عامين .. توجيهنا لجميع دوائر دبي بالانضمام لفريقنا الرقمي في مهمته لتكون دبي العاصمة الرقمية الاقتصادية الأولى عالمياً “.
القرار الجديد يشكل نقلة نوعية جديدة في دعم أصحاب القرار لرسم السياسات والاستراتيجيات التي ستُبنى على هذا التحول الكبير، وتعزيز ثقة الجمهور في نقلة غير مسبوقة نحو الحياة الرقمية وما تشكله من رافد قوي للسعادة.
إن مسيرة الإمارات تستند إلى طموح وعزيمة وقدرات وثقة مطلقة بأننا نخوض سباقاً طويلاً لنكون الأفضل، لن نتوقف خلاله عن تحقيق محطات تكون منطلقاً لما سيليها من مراحل، وعنوان النجاح وسببه الرئيسي دائماً هو أبناء الوطن الذين آمنوا برسالته ويحظون بدعم القيادة الرشيدة ورعايتها، فالارتقاء بجودة الحياة فن تصنعه الإمارات وتقدم من خلاله الدليل الحي والمتواصل على أن الطموحات المتميزة لم ولن تعرف الحدود يوماً.


تعليقات الموقع