المستقبل الأخضر

الإفتتاحية

المستقبل الأخضر

تؤكد دولة الإمارات دائماً أن المستقبل المنشود لجميع أمم الأرض، يستوجب تعاوناً وتنسيقاً واستراتيجيات كبرى تستشرف القادم وتستعد له كما يجب من خلال خطط وبرامج وتوافقات دولية على أوسع نطاق ممكن، ومع بروز تحديات موضوع التغير المناخي، والحاجة الماسة إلى التعامل بأقصى درجات الجدية مع مواضيع مثل الاستدامة والحفاظ على الموارد والعمل على تأمين بيئة نظيفة تكون قادرة على تحقيق الأهداف الكبرى للمستقبل، فإن العالم قد دخل سباقاً مع الزمن، وهو ما عملت دولة الإمارات، بقرع جرس الإنذار مبكراً للتنبه للمخاطر، والعمل على إيجاد استراتيجيات جديدة وفق رؤى واضحة، مقدمة خلال ذلك تجربة متفردة ومتميزة عالمياً، بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة “حفظه الله”، مبادرة الإمارات الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول 2050، في السابع من أكتوبر الجاري، لتعكس نظرتها للتعامل مع القطاع الذي يعتبر من مقومات المستقبل المنشود.
تعمل الإمارات من خلال رؤية قيادتها الرشيدة على إيجاد نموذج متقدم من الفكر المبدع تجاه ملفات التغيير المناخي، مشددة على أهمية تعزيز الجهود العالمية والتضامن من أجل إيجاد حلول عملية تعالج تداعيات تغير المناخ، وتجنب البشرية أضراراً كبيرة تهدد مستقبل الكوكب، وهو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بالقول: نرحب بالأهداف الطموحة للوصول إلى الحياد الصفري الكربوني في السعودية والبحرين الشقيقتين..توجه إستراتيجي يجسد دور المنطقة في إيجاد حلول عملية لتداعيات تغير المناخ، والإمارات حريصة على تنسيق المواقف والجهود مع الأشقاء والأصدقاء لبناء مستقبل آمن للبشرية.
الزمن أكد أن الغذاء والطاقة والاستدامة والبيئة والأمن الغذائي تشكل مجموعة واحدة، وإن أي خلل بأحدها سوف ينعكس سلباً على بقية القطاعات، وبالتالي فإن الإلهام الذي تشكله مسيرة دولة الإمارات والعمل الذي تقوم به في سبيل إيجاد حلول نافعة وناجعة لتداعيات التغيير المناخي، بات من أساسيات النجاح الاقتصادي والتجاري والاستدامة التي لا غنى عنها لضمان الحياة ومستقبل الأجيال، وهي من خلال تشديدها على ضرورة العمل وتوحيد المساعي فإن الدولة تجسد مكانتها العالمية التي تعبر عنها وحرصها على انتهاج أفضل الوسائل لكل ما ينعكس خيراً على حاضر ومستقبل الكوكب برمته.


تعليقات الموقع