تراث وتاريخ

الإفتتاحية

تراث وتاريخ

 

التراث دليل التاريخ ورابط قوي بين الحاضر وجذوره، وعنوان تحرص الأمم الراقية على حفظه كأمانة لتعرف من خلاله الأجيال سير وماضي أوطانها وحكايات أزمانه وحياة الآباء والأجداد، وإدراكاً لأهمية التراث بات صونه يكتسب قوة سواء في الدول أو عبر مساعي الأمم المتحدة ذاتها وبمختلف أشكاله سواء أكان مادياً أو معنوياً.

تأتي رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة “حفظه الله”، لمسابقات مهرجان الظفرة الذي ينطلق اليوم بدورته الـ 15 في مدينة سويحان بأبوظبي، لتؤكد دعم  سموه اللامحدود لمشاريع صون التراث وتنميتها وتطويرها، لأهميتها في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ القيم الأصيلة في المجتمع وجعل إمارة أبوظبي نموذجاً فريداً في تنظيم المهرجانات التراثية بما يدعم التنوع الاقتصادي المستدام والسياحة الثقافية، ويكرس مكانتها الواجهة الأولى لمزاينات الإبل محلياً وإقليماً ودولياً.

الإمارات طوال تاريخها أولت التراث أهمية قصوى من خلال التعامل معه كقضية وطنية تعني كافة الأجيال، فكانت الكثير من المبادرات والخطط والفعاليات على مدار العام تتعامل مع التراث لكونه كنز لا يقدر بثمن، وبات لتراث وتاريخ المنطقة أهمية كبرى فكانت المبادرات التي أشرف عليها ورعاها بشكل مباشر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مثل حفظ الآثار والتراث في الدول التي تعاني نزاعات وصراعات بغية صونه ومنع اندثاره، وهو ما يجسد النظرة العميقة للقيادة الرشيدة لأهمية التراث في تعميق الصلات بين الأمم والشعوب وتقوية العلاقات بين الدول.

التراث إحياء لجانب هام من التاريخ الوطني وتعبير عن احترامه وتقديره بكل مكوناته، بما في ذلك الرياضات الأصيلة التي تحظى بكل الدعم والرعاية والتقدير في الإمارات، بحكم أنها ترمز لقوة ونشاط وكفاح وصبر الأولين وكيف كانت حياتهم ثرية بالنشاط والقدرة على التعامل مع الظروف في الأيام الماضية بكل ما فيها، وعامل يبقي التاريخ حياً ومدرسة تنهل منها الأجيال لتعرف مسيرات أوطانها وما تحفل به من حكايات ومناهج حياة ويحظى بكل الدعم من قبل الحريصين على التاريخ والموروث الاجتماعي وأهمية إبقائه ذخراً لجميع الأجيال.

الموروث في الإمارات موضع فخر واعتزاز لكونه جزءاً من الهوية الوطنية بما يحفل به من قيم وتقاليد أصيلة تثري المخزون الشعبي وتزين حاضره ويحظى بكل الدعم والرعاية ليكون مورداً لأجيال المستقبل وتاريخاً يعرّفها بمسيرة الكرامة والصبر والعمل والتطورات التي مرت بها الدولة، وكيف عبر كل من فيها من خلال الاهتمام بالتراث عن قوة الارتباط بالجذور بما يعكس أصالة شعبنا وعظم شأنه ونبل وفائه لماضيه.


تعليقات الموقع