الإمارات و تركيا .. تعاون استراتيجي متعاظم

الإفتتاحية

الإمارات و تركيا .. تعاون استراتيجي متعاظم

 

تشكل سياسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، صمام أمان للمنطقة وتساهم في إعادة تصويب البوصلة السياسية والتنموية الإقليمية إلى الاتجاه اللازم وخاصة خلال الظروف الدقيقة والطارئة، وكان ذلك كفيلاً بالحد من تداعيات أحداث جسيمة وكبرى في عدد من دول المنطقة خلال العقد الأخير تابعها العالم بقلق كبير، وكانت زيارة سموه إلى تركيا في نوفمبر الماضي حاملةً للأمل ولاقت ارتياحاً دولياً واسعاً جراء الثقة المطلقة بنهج سموه وقدرته على إحداث التحولات الإيجابية التي يمكن البناء عليها، بالإضافة إلى فاعلية الدولتين في إمكانية تحقيق الكثير من النتائج عبر التفاهمات المنجزة والعلاقات الاستراتيجية والتاريخية المشتركة وما تشكلانه من قوة على الصعد كافة.

تشكل زيارة فخامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الإمارات، المرتقبة اليوم، نقلة هامة ضمن مساعي تعزيز التعاون والعلاقات الثنائية وتنمية التواصل الحضاري بين الدول الإقليمية، كما تؤكد نتائج فاعلية المبادرات الوطنية الإماراتية على المستوى الدولي والسعي لتحقيق تقدم يواكب الطموحات، وهي سياسة هادفة عززت مكانة الإمارات والعاصمة أبوظبي كوجهة رئيسية وثابتة لصناع القرار وتبادل وجهات النظر وبحث الملفات الهامة على المستويات كافة.

تبين الأرقام الحرص المتبادل على تنمية العلاقات الاقتصادية بين الدولتين وتضاعف حجم التبادل التجاري خلال العام الماضي ليبلغ 26.4 مليار درهم، فضلاً عن كون تركيا من أهم الشركاء التجاريين للإمارات مع تنامي النشاط الاستثماري الذي يؤكد العزيمة على مواصلة المشاريع التي تشكل رافداً كبيراً لقوة القطاع الاقتصادي المتبادل والذي يعود لسنوات طويلة ويؤكد حرص قيادتي البلدين على زيادة الازدهار لصالح الشعبين، بالإضافة إلى ما شكله تأسيس الإمارات لصندوق استثمار بـ 10 مليارات دولار في تركيا يركز على الاستثمارات الاستراتيجية من داعم كبير لعدد من القطاعات اللوجستية، بالإضافة إلى الاتفاقيات والمذكرات الموقعة في عدد من القطاعات الحيوية.

الحكمة الإماراتية سبيل استقرار المنطقة ورافعة أساسية في مسيرة بحث شعوبها عن الأفضل، وأهمية الانفتاح والتلاقي للعمل وفق توافق إيجابي يكون كفيلاً بتحقيق نقلات حقيقية تحمل الخير للجميع، وتشكل مواقف الإمارات المشرفة استشرافاً قوياً للقادم وشاهداً شديد الدلالة على عمق النظرة الاستراتيجية البعيدة التي أثبتت الأحداث دقة صوابيتها، لذلك تشكل المبادرات الإماراتية محطات هامة ومفصلية وتدشيناً لعمل هادف وجاد يقوم على التعاون مع كل دولة تؤمن بحتمية التلاقي والتوافق في مختلف الملفات ولتعزيز التعاون الذي يحقق الأفضل لجميع الأطراف، خاصة أن التأثير الإيجابي والقدرة الفاعلة على إحداث نقلات نوعية يحتاج جهوداً مضاعفة وتعاوناً دولياً واسعاً على أعلى مستوى، ويبرز التعاون الإماراتي والتركي كنموذج متقدم في العلاقات الواجبة.

 


تعليقات الموقع