الإمارات والهند.. شراكة استراتيجية متعاظمة

الإفتتاحية

 

 

شكلت العلاقات بين الإمارات والهند نموذجاً حضارياً ملهماً لمتانة التعاون  المطلوب والمثمر بين الدول، تلك الروابط التي تكتسب جانباً كبيراً من قوتها من خلال عمقها التاريخي بين الشعبين الصديقين والذي يعود إلى زمن طويل، وحققت نمواً متنامياً على مدى العقود الأخيرة لتكتسب درجة الشراكة الاستراتيجية الشاملة والتي ترسخت بفعل الإرادة المشتركة التي أكدتها الدولتان من خلال الحرص على استدامة توسيع آفاق التعاون، وشكلت الزيارتين اللتين قام بهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى جمهورية الهند في العامين 2016 و2017 محطتين شديدتي الأهمية عززت قوة الروابط وعكست عزيمة العمل على الارتقاء بها لتحقق الأهداف الطموحة والمصالح المشتركة للدولتين، وتجلى ذلك من خلال التعاون المتنامي في الكثير من القطاعات كالاقتصاد والطاقة والصحة وغيرها وحققت قفزات كبرى في مسار الروابط المتعاظمة.

قمة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ودولة ناريندرا مودي رئيس وزراء جمهورية الهند الصديقة، المرتقبة اليوم عبر تقنية الاتصال المرئي وتوقيع اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة، تجسد الآمال الكبرى والفوائد العظيمة التي تثمر عنها العلاقات بين دولتين لهما مكانتهما على مستوى القارة الآسيوية والعالم، ومدى جسور التعاون التي يتم تعزيزها وتقوم على إرث تاريخي كبير من مسيرة حافلة بالإنجازات والنجاحات والتنمية، وإرادة سياسية جعلت لكل من الإمارات والهند مكانة دولية مرموقة انطلاقاً من النظرة الواحدة لعالم تنتفي فيه الخصومات والنزاعات وتتعزز علاقات التعاون البناء القائم على القيم التي يتشاركها الشعبان في مختلف الأوقات.

يبرز التعاون الاقتصادي ضمن أكبر نواحي الشراكة الاستراتيجية، إذ تعد “الإمارات ثالث أكبر شريك للهند وتستحوذ على 40% من تجارتها مع الدول العربية، فضلاً عن مساع لزيادة التجارة غير النفطية إلى 100 مليار دولار سنوياً خلال الخمس سنوات القادمة”، فضلاً عن حجم الاستثمارات المتبادلة والخطط والآليات التي يتم العمل عليها والملايين من أبناء الجالية الهندية الذين يقيمون في الدولة كتجسيد لما يميز علاقات الدولتين.

الإمارات والهند تتميزان بامتلاك قدرات كبرى وطاقات إبداعية وبناءة وبنية تحتية متقدمة وتوجه كبير لتسخير التكنولوجيا المتقدمة ضمن الخطط التي تقوم عليها مسيرات التنمية وتوجهها المستقبلي ضمن رؤية قيادتي البلدين، ويعزز من ذلك ما يجمعهما من علاقات راسخة ومتينة لها بُعدها الثقافي والتاريخي والشعبي المؤثر والذي ينعكس إيجاباً على كافة جهود الارتقاء بالتعاون والنظرة المستقبلية لنموذج يجسد كل ما يمكن أن تثمر عنه روابط تستند إلى التعايش والانفتاح والرؤى لعالم يتعاون فيه الجميع لخير وصالح الشعوب.وام

 

 

 

 

 


تعليقات الموقع