وداعاً “إكسبو”.. جمعنا العالم والقادم أعظم
أسدل الستار على “إكسبو 2020 دبي”، إذ كان المعرض حديث العالم وموضع اهتمامه لمدة 182 يوماً عامرة بالفعاليات والنشطات والمباحثات المكثفة في العرس العالمي غير المسبوق الذي احتضنته الإمارات بقيمها ومحبتها وأصالتها ورؤى قيادتها، وشكل المحفل بريادته واستثنائيته نقلة نحو المستقبل وتأكيد ضرورة التكاتف لخير البشرية، وسيحمل قادة ورؤساء ووزراء وعلماء وعقول 192 دولة عبقاً وأملاً من إمارات الخير يغذي التوجه المستقبلي من خلال ما لمسوه بشكل مباشر في دولة حطمت كل الأرقام القياسية في تنميتها الشاملة واستراتيجيتها لصالح العالم وما تملكه من القدرة على إحداث التغيير الواجب.
رسالة الإمارات الحضارية ومدى تطورها وطاقات وكفاءات أبنائها الذين أبدعوا في جعل الحدث الذي استمر 6 أشهر تحت شعار “تواصل العقول وصنع المستقبل” هو الاستثناء في رحلة البحث البشري عن الأفضل دائماً، خاصة من حيث كونه بوابة الأمل لتجاوز “كوفيد19″، هو ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بقول سموه: “182 يوم .. 192 دولة .. ملايين الزوار .. وداعاً إكسبو .. جمعنا العالم في أكبر حدث.. وفي أصعب وقت يمر على البشرية.. ضمن أجمل دورة من دورات إكسبو في تاريخه.. وعدنا وأوفينا .. نقول ما نفعل .. ونفعل ما نقول .. وقادما أعظم بإذن الله”.
“إكسبو 2020 دبي” محطة مفصلية في تاريخ الحدث العريق الذي يعقد مرة كل 5 سنوات منذ العام 1851، ليس لتميزه في الإبهار والتنظيم الأسطوري والتعريف بعشرات الدول ورؤيتها وما تخلله من فعاليات وبحث معمق للتحديات التي تتعلق بحياة الشعوب وتمس المجتمعات بشكل مباشر فقط، بل من خلال المفاهيم الجديدة التي أوجدها على مختلف الصعد بما فيها الوضع العالمي على المستوى السياسي، فقد بات جلياً للجميع بفضل دور الإمارات وكونها صوت العقلاء والحكماء في العالم أن الأساليب التقليدية والهيمنة والصراعات والاستئثار لم تعد من ممكنات الحاضر، بل التعاون والتنسيق وتبادل وجهات النظر والعمل المشترك والمصالح المتبادلة هي مقومات تحقيق تطلعات جميع الشعوب في التنمية والاستقرار، إذ بينت الدولة في مناسبة جديدة المعنى الحقيقي لفاعلية القوة الناعمة وأثرها في الارتقاء بالبشرية نحو محطات أكثر تطوراً.. وبجهود الإمارات شكل “الحدث” منصة للمستقبل وخزاناً للمعلومات ومرجعاً لتصويب الرؤى والبحث عن حلول تقوم على الاستشراف المسبق للتحديات والاستعداد لها.
“إكسبو دبي” المعرض التاريخي الرائد يثري العقل البشري الهادف من خلال ما أرساه من مفاهيم وتميز كواجهة لدولة لا تعترف بالمستحيل وتراهن على أبنائها والطموح المشروع لتكون من فاتحي المستقبل بالعلم واستراتيجيات الاستدامة والتأكيد أن الإمارات شريك فاعل في صناعة المجد الحضاري المتقدم لخير الإنسانية.
لا تكفي الكلمات لتعبر عن فخرنا بما تحقق وكيف شكل حجم الإقبال تأكيداً للثقة الدولية بنهج الإمارات وقيادتها الرشيدة، وعمل عشرات آلاف المتطوعين وهم يحملون قيم الوطن ويعرّفون من خلالها العالم على أصالة شعب محب ومتسامح ويفتح ذراعيه لكل مؤمن بالتآخي الإنساني والتأكيد أن بلده واحة تحتضن الجميع بمختلف ثقافاتهم وخلافاتهم على روح واحدة وأمل واحد.
“إكسبو دبي” ملحمة وطنية وهدية من الإمارات لخير ومستقبل الإنسانية وسعادة واحتياجات أجيالها.. وكعادتها برهنت دبي كيف أنها مدينة المستقبل ومهندسة التطور ورائدة الحداثة.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.