الوقف عمل عبادي إنساني يبرز القيم الاجتماعية

الإمارات

دبي الوطن

قال الدكتور أحمد عبدالعزيز الحداد كبير المفتيين بدائرة الشئون الإسلاميه والعمل الخيري في دبي أن الله عزوجل شرع الوقفَ وندب إليه، بل وجعله قربة من القرب التي يتقرب بها العبد إلى خالقه سبحانه، وأصل مشروعيته من الكتاب والسنة الثابتة والإجماع، أما الكتاب فعموم الآيات التي تحث على الأنفاق والصدقة كقوله تعالى (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون).

فالوقف، هو رافدٌ رئيسٌ للاقتصاد، واستثمار مستدام يؤدي إلى إضافة أصول جديدة، ما ينعكس إيجاباً على المجتمع بتوفير فرص العمل لطالبيها، ويحقق حالة الاستقرار الاقتصادي عبر تمكين الشرائح الاجتماعية وتوفير التعليم والعلاج ودعم فئات المجتمع المحتاجة.

وتعليقاً له حول ما اثير عن الوقف ، قال الدكتور أحمد الحداد، كبير مفتين، ومدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، قال إن الوقف صدقة جارية يسري نفعها للمرء ما دامت الصدقة ذات بقاء ونفع، والحريص على نفع نفسه لا يدخر وسعاً أن يقدم لنفسه في حياته عملاً يستمر له أجره ما أمكنه فعل ذلك.

وبيَّن الحداد إن الوقف عمل عبادي إنساني يبرز القيم الاجتماعية، وينهض بالطبقات الفقيرة والمحتاجة في ميادين تعود على المجتمع بالنفع، مؤكداً أن حكومة دبي حريصة على تفعيل دور الوقف وتوسيعه ليشمل أثره جميع النواحي التنموية، وتحويله لأداة مؤثرة تدعم الثقافة والتعليم والصحة ومختلف مجالات البحث العلمي.

وأضاف: “إن إحياء سنة الوقف بالشكل المتطور كما تقدمه مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر، أو مركز محمد بن راشد العالمي لاستشارات الوقف والهبة، أو الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، يعد إحياءً لحضارة الإسلام، وهي الحضارة التي تلقاها الغرب والشرق وطوروها تطويراً كبيراً.”

هذا وأكد الدكتور مدير إدارة الإفتاء أن الوقف أسهم في إحياء الجوانب العلمية والبحثية والطبية والإنسانية والدينية حتى أنشأ حضارة إسلامية رائعة، في وقت لم يكن العالم الآخر يعرفه ولا يجد له أثراً في حياته، ذلك إن كبرى الجامعات الأمريكية كجامعة هارفارد تقوم بدورها الكبير من ريع أوقافها الضخمة، والحرمان الشريفان يُداران من أوقافهما الكثيرة، إلى غير ذلك من الصور والنماذج الكثيرة التي كان للوقف دور كبير فيها، مشيراً إلى أنه يجوز وقف أي نوع من الأموال التي يملكها الإنسان، ويستفاد من منفعتها، ويصح الوقف من المسلم وغيره في أوجه البر والمصارف المباحة، وعليه فإن المجال مفتوح أمام الأفراد والمؤسسات لابتكار أنواع مختلفة من الأوقاف، والمساهمة بدورهم الإنساني والمجتمعي.

كما لفت الدكتور الحداد إلى أن ثمة أوقافاً لا تزال قائمة، تنمو وتزداد من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى زماننا هذا، ومن أشهرها أوقاف سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنهما.


تعليقات الموقع