الرهان الرابح الأكبر

مقالات
نوره الحوسني: كاتبة

الرهان الرابح الأكبر

 

” إن تعليم الناس وتثقيفهم في حد ذاته ثروة كبيرة نعتز بها، فالعلم ثروة ونحن نبني المستقبل على أساس علمي. إنني أريد أن يتعلم كل أبناء الخليج، أريد أن يبني ابن الخليج بلاده بنفسه وبعلمه.إننا نرسل بعثاتنا من الطلبة إلى كل مكان من الأرض ليتعلموا وعندما يعود هؤلاء إلى بلادهم سأكون قد حققت أكبر أمل يراود نفسي لرفعة الخليج وأرض الخليج. لن تكون هناك ثروة بشرية حقيقية ومؤهلة وقادرة على بناء الوطن، إن لم تتمسك بمبادئ ديننا الحنيف وشريعتنا السمحاء لأن القرآن الكريم هو أساس الإيمان وجوهر الحياة والتقدم عبر الأجيال”
بهذه العبارات حدد القائد المؤسس والراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، منهج ومسيرة الإمارات العربية المتحدة منذ الأيام الأولى لانبثاق فجر الإتحاد، فكانت رؤيته تلك البوصلة التي حددت مسار الأجيال نحو المستقبل، ورسمت معالم الطريق إلى العلياء والمجد.
وما قادنا إلى استذكار تلك العبارات في الواقع هو استقبال صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رائدي الفضاء الإماراتيين هزاع المنصوري وسلطان النيادي، لدى وصولهما إلى مطار الرئاسة، عائدين من روسيا؛ بعد نجاح رحلة المنصوري إلى محطة الفضاء الدولية. تثميناً من قيادة الدولة، واعتزازاً بأبناء الإمارات الذين يسهمون في رفعتها وبناء أمجادها بين الأمم.

ففي مشهد احتفالي معبر عاد فرسان الإمارات إلى الوطن، الذي رفعوا رأسه عالياً، مترجمين أقوال الراحل الكبير الشيخ زايد طيب الله ثراه، على الأرض وفي عنان السماء، ففور دخول الطائرة الخاصة التي تقل المنصوري والنيادي، أجواء دولة الإمارات، رافقتها طائرات حربية تكريماً لهما، وترحيباً بعودتهما إلى أرض الوطن. كما قدم فريق فرسان الإمارات عرضاً جوياً رافق هبوط الطائرة؛ حيث كان في الاستقبال ذوو الرائدين على أرض المطار. قبل أن يتوجه الجميع إلى القاعة الرئيسية في مطار الرئاسة؛ حيث كان في الاستقبال عدد من الوزراء، وممثلي الجهات الحكومية في الدولة وموظفي المركز، وطلاب المدارس الذين ارتدوا زي رواد الفضاء، ملوحين بأعلام الدولة، ومجموعات من الطيارين والمهندسين والأطباء والمسعفين، ورجال الدفاع المدني والقوات المسلحة والشرطة والجهات الأمنية. كما شهد الاستقبال مشاركة فرق الفنون الشعبية التي قدمت العروض والأهازيج التراثية؛ ابتهاجاً بهذه المناسب الرائعة.

والحقيقة التي لابد من التوقف عندها هنا، هي أن دولة الإمارات العربية المتحدة التي غدت بفضل قيادتها الرشيدة والحكيمة مصدر فخر واعتزاز لكل أبنائها، ومنهلاً للعلم والمعرفة ليس على مستوى المنطقة وحسب وإنما على مستوى العالم، وضعت برنامجها الفضائي، ليكون إماراتياً خالصاً منذ البداية، إذ كانت هذه البداية إماراتية، ومضى تنفيذ المشروع الإماراتي الفضائي، معتمداً على عقول وسواعد أبناء الوطن، ولذلك لا غرابة في أن تعمل بقوة من أجل إعداد الكوادر المواطنة المؤهلة والمدربة في هذا المجال، محققة أحلام زايد العطاء، ومترجمة العزيمة والإرادة والتصميم القويين لأبناء هذا الوطن العزيز على الأرض، وفي الفضاء أيضا.

ومن المهم التذكير هنا إلى أن البرنامج الفضائي الإماراتي، الذي يحظى بدعم القيادة الإماراتية، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، يهدف بالإضافة إلى قيمته العلمية الكبيرة، إلى تحقيق التنمية المستدامة، وبناء اقتصاد قوي ومتماسك قائم على المعرفة، يكون القاعدة والأساس لبناء مجتمع عصري وحضاري.
وفي لفتة رائعة تحمل صورة اعتزاز الإماراتي بوطنه، أهدى رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد، علم دولة الإمارات الذي تزين به في اللحظات الأولى التي هبط فيها إلى الأرض. كما أهدى حمد المنصوري، إلى سموّه شعار «طموح زايد» التذكاري الذي حمله هزاع، خلال رحلته، وكان شعار هذه المهمة التاريخية.
إنه الحلم الإماراتي، الذي تحقق كما أراده الراحل الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكما رسمت معالمه، أيادي المخلصين الشرفاء وعقولهم النيرة من أبناء هذه الوطن المعطاء، فسلام من القلب لحملة راية الإمارات عالياً إلى السماء، والسلام لهذا الوطن العزيز الذي بات بفضل سواعد وعزائم أبنائه مثالاً للإبداع والعطاء، ومنهلاً للعلم والمعرفة، وموئل حضارة لا ينضب.
والسلام كل السلام لقيادة الإمارات العربية المتحدة، المخلصة المؤمنة بأن الاستثمار في الإنسان هو الأنجح والأربح دائماً

 


تعليقات الموقع