“تريندز” ينظم محاضرة بعنوان: “التعليم والتنمية البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي”

الإمارات الرئيسية

 

 

 

 

أبوظبي – الوطن:

 

نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات محاضرة عن بُعد تحت عنوان: “التعليم والتنمية البشرية في عصر الذكاء الاصطناعي”، شارك فيها كلٌّ من الدكتورة رؤيا ثابت المتخصصة في التربية والتعليم، والدكتور دانييل كيرك عميد كلية التربية وأستاذ التربية في جامعة ولاية وينونا في مقاطعة مينيسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية.

وفي تقديمها للمحاضرة، أكدت نور المزروعي الباحثة المتدربة بمركز تريندز أهمية فهم مساهمة الذكاء الصناعي في العملية التعليمية، فيما أشار مدير المحاضرة، ليوناردو مازوكو الباحث في تريندز إلى أنها تتصل بعناصر خاصة بالذكاء الصناعي وعلاقته بمسارات بالتعليم حاضراً ومستقبلاً .

 

عملية تحول جذري

واستهلت الدكتورة رؤيا ثابت، المحاضرة بالإشادة بجهود مركز تريندز البحثية، والعمل الجيد الذي يقوم به؛ ما يمكّن من خلق معارف جديدة في قضايا مهمة وراهنة، ثم قدمت عرضاً شاملاً حول الذكاء الصناعي وتأثيره على مسارات الحياة كافة، مشيرة إلى أن البشرية تمر بفترة تحول كبير وغير مسبوق في شتى مجالات العمل البشري أوجدت معرفة جديدة تجاوزت فيها الممارسات القديمة.

وقالت إن المجتمع بجميع جوانبه، الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، يمر بعملية تحوّل جذري، علاوة على ذلك، فإن المعدل المتسارع في أي تغيير يحدث هو سمة لافتة في هذه الفترة الانتقالية، وبينت أن مقدار وسرعة التغييرات التي مرت بها البشرية في القرن ونصف القرن الماضي تدفعنا إلى التفكير في المفاهيم الأساسية التي يمكن أن تساعدنا على فهم أهمية الأوقات التي نحن فيها وإحداث التغيير الإيجابي.

 

وذكرت الدكتورة رؤيا ثابت أن مفهومنا عن الطبيعة البشرية يشكل حتماً تصميم التكنولوجيا الجديدة، وكيف نستخدمها، وإذا ما كانت تقنيات الذكاء الاصطناعي مواتية لازدهار وتقدم المجتمع أم لا، وقالت إن العديد من الموضوعات الرئيسية الأخرى تستحق الاستكشاف في هذا السياق، وقبل كل شيء أهمية تحديد دور التعليم في تعزيز الطبيعة النبيلة للإنسان وتنمية الطاقات الكامنة لدى الشباب للمساهمة في الرفاه الاجتماعي وازدهار البشرية.

وأوضحت أن غياب التوزيع العادل لإمكانيات التكنولوجيا بين الدول المتقدمة والدول النامية أدى إلى قيام الدول المتقدمة بفرض قدراتها ورؤاها على الدول النامية دون أن تضع في الاعتبار الظروف الخاصة بكل مجتمع واحتياجاته، وشددت الدكتورة رؤيا ثابت في ختام مداخلتها على ضرورة الانخراط في التكنولوجيا لتحديد الأولويات التي تدعم وتعزز حاجاتنا في المجتمع، وخاصة في مجال التعليم.

 

الذكاء الصناعي يقدم أُطُراً لمناهج تعليمية جديدة

بدوره أكد الدكتور دانييل كيرك عميد كلية التربية وأستاذ التربية بجامعة ولاية وينونا الأمريكية أن الذكاء الاصطناعي، وغيره من التقنيات التجريبية، يقدم أطراً تسمح للتربويين والمؤسسات التعليمية بالبحث عن نماذج جديدة لتوفير التعليم، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي لعب دوراً كبيراً في مجال التعليم والتعلم خلال السنوات القليلة الماضية، وخصوصاً خلال جائحة “كوفيد 19″، وشدد في الوقت نفسه على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل المدرس، لكنه سيكون داعماً ومساعداً له خلال العملية التعليمية، وقال إن جائحة كورونا أثرت في العملية التعليمية، لكن هذا التأثير دفع إلى التفكير في ضرورة خلق أساليب مبتكرة في مجال التعليم، وهو ما كان للذكاء الاصطناعي دور كبير فيه.

 

وأوضح الدكتور دانييل كيرك أن التجارب والمشاريع العملية التي تم تطبيقها من خلال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي قد سهلت كثيراً التجارب الميدانية التي غالباً ما تكون غير متاحة، كما أنها ساعدت الطلاب على القيام بالعديد من التجارب العملية والمعملية، مبيناً أن الذكاء الاصطناعي أسهم إلى حد كبير في تحديد المحتوى والمقرر الدراسي المناسب للطالب بحيث يستطيع الاندماج في سوق العمل الملائم لقدراته وإمكاناته.

وفي ختام المحاضرة دار نقاش مفتوح حول محاورها وما تم عرضه، حيث أكد الجميع أن الذكاء الاصطناعي سيشكل مفهوم التعليم المستقبلي، لكن هذا يتطلب مواكبةً وبحثاً علمياً، وعملية تطوير شاملة، إضافة إلى العدالة واحترام الخصوصية ونشر قيم الخير والإنسانية .

 

عقبَ ذلك تقدم الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات بالشكر والتقدير للمشاركين في هذه المحاضرة على ما قدموه من معلومات مفيدة، وشدد على أن «تريندز» باختياره تقديم مثل هذه النوعية من المحاضرات والندوات فإنه يسعى إلى مواكبة الأحداث وتقديم رؤى حولها.


تعليقات الموقع