دراسة لـ”تريندز” تلقي الضوء على حركة الشباب الصومالية وتؤكد حاجة الصومال لأكثر من مجرد عملية عسكرية أو مهمة مدنية

الإمارات

 

 

 

 

أبوظبي – الوطن:

 

أصدر “مركز تريندز للبحوث والاستشارات” دراسة جديدة باللغة الإنجليزية بعنوان:: Al-Shabaab in Somalia: A jihadist group goes from local to global “حركة الشباب في الصومال: جماعة جهادية تحولت من المحلية إلى العالمية”.

وقد تناولت هذه الدراسة بالتحليل فكر هذه الحركة ونشأتها وتطورها والجهود الدولية لوقف إرهابها. مؤكدة أن العمل العسكري الدولي ضروري لاستعادة الأمن وتعزيز شرعية الدولة الصومالية المركزية، وأن النهج الأمني فقط لن يحل أياً من المشاكل التي أدت إلى الفوضى في البلاد.

ونبهت الدراسة إلى أن الصومال يحتاج إلى أكثر من مجرد عملية عسكرية أو مهمة مدنية، قبل أن يصبح منطقة خارجة عن القانون، مبينة أن الوضع لايزال مأساوياً بشكل خاص بالنسبة لعشرة ملايين صومالي يحاولون البقاء على قيد الحياة قدر المستطاع في دولة غير قادرة على أداء وظائفها الأساسية في مواجهة اللامبالاة شبه الكاملة من المجتمع الدولي.

وأوضحت الدراسة التي أعدها “هيبولايت إريك جونغويب”، الباحث المتخصص في قضايا الإرهاب والأمن بالكاميرون، ظروف نشأة حركة الشباب الصومالية عام 2005، ومحاولاتها تنفيذ هدفها وهو فرض دولة إسلامية بالقوة. وبينت أن التنظيم الجهادي الذي يتخذ من الصومال مقراً له، والذي يقدر عدد مقاتليه الآن بما يتراوح بين 8000 و 10000 مقاتل، قام بتغييرات استراتيجية وفقاً لخيارات حلفائه، ومن بينهم تنظيم القاعدة.

وبينت أن الجهود المشتركة من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لمحاربة حركة الشباب نجحت بشكل مؤقت، لكن المسلحين أعادوا تجميع صفوفهم وكثّفوا هجماتهم، بما في ذلك الاغتيالات والتفجيرات الانتحارية. كما أنهم تجاوزوا حدود الصومال وقاموا بحملات إرهابية في كلٍّ من أوغندا وكينيا وتنزانيا.

وأشارت الدراسة إلى أن رد المجتمع الدولي على عودة حركة الشباب الصومالية تمثل في تبني قرار أممي بمساعدة الحكومة الصومالية في جهودها لتعزيز قواتها الأمنية، مؤكدة أن الحل الأمني لن يحل وحده مشكلة الإرهاب في الصومال، الدولة الفاشلة لأكثر من 30 عاماً.

وتطرقت الدراسة بالتفصيل إلى تاريخ نشأة حركة الشباب بمراحلها المتعددة، مبينة أن المجتمع الدولي يشتبه في أن الحركة لها صلات قوية بالقاعدة وداعش، وإيواء جهاديين أجانب، بعضهم من أوروبا ومن الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن التهديد المتمثل في انتشار خلايا نائمة إقليمية من متمردي حركة الشباب، أو المتعاطفين معهم، أصبح حقيقياً الآن، حيث تم تجنيد مئات الشباب في جميع أنحاء القرن الأفريقي، قبل نقلهم إلى الصومال لتلقي تدريب مكثف.

وبينت أن حركة الشباب الصومالية تستهدف الشباب غير المتعلم والعاطلين عن العمل، على وعد منها لهم بأجر جيد وتعليم إسلامي مجاني وزواج. كما وسعوا نطاق تجنيدهم من الصومال ليشمل السكان المعرّضين للخطر من البلدان العربية الأخرى وباكستان، وتجنيد النساء أيضاً، مشيرة إلى أن حركة الشباب تشتهر باستخدامها أساليب التجنيد القسري، مثل الاختطاف.

وخلصت الدراسة إلى أن العمل العسكري الدولي ضروري لاستعادة الأمن وتعزيز شرعية الدولة الصومالية المركزية، لكن النهج الأمني وحده فقط لن يحل أياً من المشاكل التي أدت إلى الفوضى في البلاد، وحذرت الدراسة المجتمع الدولي من أنه مادام لا يستجيب إلا في حالة الطوارئ، فلن ينجح في تغيير الوضع بمنطقة أصبحت قضية عالمية للأمن العالمي.

 


تعليقات الموقع