الرعاية المرتكزة على القيمة تقدم نتائج أفضل

صحة و علوم

قال رودريجو رودريجيز المدير العام لمنطقة الشرق الأوسط في شركة تاكيدا: “بحلول العام 2030، سيعيش نحو ثلاثة أرباع مليار شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسيتمتع ساكنيها بحياة أطول. وفي حين يدل هذا الواقع على التطور والتقدم الكبير الذي تم تحقيقه في مجال العلوم الطبية، فإننا نشهد ارتفاعًا في معدل الإصابة بالأمراض غير المعدية والمزمنة. في الواقع، إن الأمراض النادرة ليست نادرة بشكل جماعي في منطقة الشرق الأوسط، حيث يعيش 2.8 مليون شخص معروف أنهم مصابون بهذا النوع من الأمراض، من إجمالي عدد سكان المنطقة البالغ حوالي 400 مليون نسمة أو 7 ٪. ويجدر بالذكر أن 75٪ من بين المتضررين هم أطفال ترتفع لديهم مخاطر الوفاة المبكرة”.

وأشار رودريجو أنه بالإضافة إلى هذا العبء، أدت التداعيات السلبية الناجمة عن وباء كوفيد-19 إلى زيادة الضغوط كثيرًا على أنظمة الرعاية الصحية في العامين الماضيين، وأعاقت العديد من الإنجازات، الأمر الذي سيترجم ارتفاعًا في تكاليف الرعاية الصحية خلال السنوات والعقود القادمة.

وأضاف: “وفي ظل هذا الواقع، تحتاج أنظمة الرعاية الصحية إلى مواجهة التحديات الاقتصادية الماثلة وحالة عدم المساواة الصحية التي سببتها الجائحة من أجل تقديم نتائج أفضل للمرضى. وفي هذا الإطار، يكتسب نموذج الرعاية الصحية المرتكز على القيمة أهمية متزايدة، حيث يؤيده العديد من أصحاب المصلحة لإحداث ثورة في القطاع وتوفير قيمة أكبر للمرضى.

وتابع: “بموجب هذا النموذج، لن يتم تقييم الخدمات الطبية مثل تكلفة الدواء أو العلاج الطبي على أساس الكم، بل بناءً على النتائج التي يحصل عليها المريض، بعبارة أخرى، سيحدد التعويض المالي لمقدمي الرعاية الصحية بناءً على تأثيرهم الإيجابي على المرضى والمجتمع الأوسع مثل قدرتهم على تحسين صحتهم وتقليص الاعتماد عليهم، ومن هنا ظهر مفهوم القيمة في الصحة. وإن نموذج الرعاية الصحية المرتكز على القيمة يحفز أصحاب المصلحة على تحقيق أفضل النتائج الممكنة للمرضى، بالإضافة إلى أنه يفيد المجتمعات المحرومة. من خلال تقييم العلاجات على أساس النتائج، من المرجح أن يستثمر مصنعو الأدوية البيولوجية والقائمون على الطب الدقيق في البحث والتطوير لتقديم علاجات للأمراض القليلة الانتشار مثل الأمراض النادرة وتوفير الابتكار للمجتمعات المحرومة”.

الارتكاز على القيمة
في هذا السياق قال المتحدث من شركة تاكيدا: “إدراكًا منها لأهمية القيمة في القطاع الصحي، أطلقت هيئة الصحة بدبي برنامج الرعاية الصحية المرتكز على القيمة الأول من نوعه في الإمارة “إجادة”، وهو نموذج تعاقد قائم على قياس القيمة الحقيقية للخدمات وليس على أساس قياس الكم، ومن المتوقع أن يحسن هذا البرنامج نتائج المرضى ويعزز الرعاية الوقائية، وكذلك أن يخفض أعباء التكاليف الواقعة على جميع الأطراف المعنية وتحسين الصحة العامة. وقد حدد علم الأوبئة للأمراض النادرة والمعقدة سلسلة من الصعوبات في تطبيق استراتيجيات الصحة العامة المرتكزة على القيمة لهذه الحالات، وضرورة وجود ثقافة جديدة للصحة والرفاهية، ومراجعة كيفية تقديم خدمات الوقاية والرعاية الصحية، وتمكين الفئات المهمشة.

إجادة
وعن برنامج إجادة، قال رودريجو رودريجيز: ” سيوفر برنامج “إجادة” الراحة والدعم للمرضى الذين يعانون من أمراض “نادرة”، وهو مجال رئيسي من مجالات تركيز “تاكيدا”. ويوجد في الشرق الأوسط أحد أعلى معدلات انتشار الأمراض النادرة في العالم لا سيما الأمراض الوراثية التي تؤثر على 7٪ من السكان، لذا يأتي نموذج “إجادة” الجديد ليحفز على تطوير أدوية جديدة ومبتكرة وتسهيل إمكانية الوصول إليها للمساعدة في تقليل حدوث تلك الأمراض في المنطقة.

وأضاف: “كنموذج دفع مرتكز على الأداء، يعمل برنامج “إجادة” على قياس نتائج المرضى، ويعد رمزًا لوتيرة التحول في مجال التعويض عن خدمات الرعاية الصحية التي نشهدها، لتكون مثالًا في قطاع يشهد مستوى معينًا من الركود. إن اعتماد نظام مجموعة التشخيص ذات الصلة الذي يستخدم نظام يجمع المرضى في مجموعات متجانسة بحسب كل حالة وبتعرفة موحدة لكل حالة استشفاء، سيؤدي إلى خفض التكاليف وتقليل متوسط طول زيارات المستشفى. قد يدعم هذا النموذج العديد من المرضى المستبعدين في النظام التقليدي. ضمن هذا النظام، يمكن النظر في الخدمات التي كانت مكلفة وتتطلب تركيزًا بالإضافة إلى ضمان تقديم أفضل نتائج للمرضى والحفاظ عليها مع التركيز على تعزيز قيمة الابتكار. وهذا ينطبق على المدفوعات أيضًا لأنها تستند إلى الأداء والحالة وستستمر في توجيه الابتكار والوصول”.

وأعرب المتحدث عن تأييدهم الفكرة القائلة بأن الرعاية الصحية يجب أن تستند إلى نتائج المرضى من خلال نموذج يساعد على تقديم قيمة أكبر للجميع، ويمكن للبيانات الصحية أن تدعم مثل هذا النموذج كونها جزءًا لا يتجزأ من تحديد نتائج المرضى، وأن تقلل الاختلافات في جودة الرعاية والخبرة، وتحل مسألة عدم المساواة في تقديم خدمات الرعاية الصحية وتخفف من الهدر في الموارد والمعدات. وتدعم تأكيدا جهود أصحاب المصلحة الرامية لإيجاد حلول لجمع بيانات حول النتائج بشكل مسؤول وتحسين قابلية التشغيل البيني لأنظمة البيانات الصحية. وبهدف ضمان الالتزام الطويل الأمد بالرعاية المرتكزة على القيمة، يجب أن تحسن الدروس المستخلصة من البيانات الأنظمة ونتائج المرضى باستمرار. ونحن على علم أنه لا يوجد نموذج واحد يناسب الجميع، لذا ينبغي تحديد القيمة وقياسها بناءً على الاحتياجات المحددة للمجتمعات المعنية باستمرار والإبلاغ عنها على مستوى القطاع.

واختتم بالقول: “إلى جانب التعاون لجمع البيانات، يجب أن يعمل شركاء القطاع عن كثب لتطوير إطار العمل وإرساء المعايير لنتائج المرضى. وعلى الرغم من أن التحول إلى مثل هذا النظام لن يكون سهلاً، إلا أن التحديات والفرص تتمثل في تخصيص المزيد من الموارد للرعاية عالية القيمة التي توفر فوائد أعلى للمرضى”.


تعليقات الموقع