مرآة الأصالة وملتقى الحضارات

الإفتتاحية

مرآة الأصالة وملتقى الحضارات

كما تبهر أبوظبي العالم بنهضتها المتعاظمة واستراتيجياتها العصرية التي تستعد من خلالها للمستقبل وتعزز تنافسيتها ضمن أكثر عواصم العالم ثقة بمسيرتها وإنجازاتها الفريدة، كذلك تقدم نموذجاً فريداً للمدن التي تعتز بإرثها وأصالتها عبر الفعاليات الثقافية والتراثية التي تحرص على تنظيمها وتحمل عبق الماضي الجميل ومنها “مهرجان الشيخ زايد” الذي تأتي دورته الأكبر برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، والذي يعتبر أكبر حدث تراثي وثقافي وترفيهي واحتفالي في الإمارات ومن أهم المهرجانات الإقليمية والدولية وأكثرها مشاركة ومواكبة، وبكل ما يمثله من رسالة سلام ومحبة إلى العالم ودعوة للتلاقي بالإضافة إلى غناه بالفعاليات التي تستقطب جنسيات من كافة الدول ومن مختلف الشرائح لما يقدمه من أنشطة متعددة ومرآة تعريفية لثقافات وفنون وتراث الشعوب التي تمكّن الزوار والسياح من الاطلاع عليها في مكان واحد.
“مهرجان الشيخ زايد” يحتفي بتراث الوطن وغناه بالإرث العريق ويستمر على مدار 114 يوماً، وسيشهد كذلك الاحتفالات بعيد الاتحاد التي تتجلى فيها متانة ووحدة شعبنا وعمق انتمائه وارتباطه بالجذور في فعاليات ملحمية شديدة التعبير بمعانيها ودلائلها ومدى الاعتزاز بالثوابت الوطنية، كما يشهد الكثير من الأنشطة ويضم العديد من الأقسام مثل القرية التراثية والتعريف بالحرف اليدوية التي كانت تستخدم وأدوات الصيد والفنون والمأكولات الشعبية، إذ يمثل “المهرجان” منصة متكاملة لتعريف الأجيال الحالية بتراث الآباء والأجداد، فضلاً عن الفعاليات المتنوعة وما سيشهده من مسابقات تراثية وألعاب نارية وعروض لـ”الدرون” لتقدم ما يفوق الوصف من المتعة والإثارة والإبداع، و”مدينة الأطفال” المقامة على أحدث النظم والوسائل وحديقة أبراج الأضواء ومدينة الألعاب الترفيهية والحفلات الغنائية والموسيقية، بالإضافة إلى العديد من الأجنحة التي تبرز إنجازات الإمارات العريقة في الجوانب التراثية ومدى الحرص على حفظها، كما يكفي للدلالة على مكانته حضور عشرات الدول وآلاف المشاركين والعارضين من حول العالم، وترقب مئات العروض الجماهيرية الكبرى وآلاف الفعاليات الثقافية العالمية وغير ذلك الكثير بما فيها الأجواء الاحتفالية.
الإمارات ومن خلال الفعاليات التي تعكس إرثها الغني تؤكد أنها ملتقى الحضارات بكل ما يمثله ذلك من انعكاس لثوابتها الإنسانية والقيمية وتوجهاتها الحضارية، و”مهرجان الشيخ زايد” محفل عالمي رائد ضمن نهج ورؤية الدولة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.


تعليقات الموقع