استجابة إنسانية شاملة ومتواصلة

الإفتتاحية

استجابة إنسانية شاملة ومتواصلة

 

انطلاقاً من النهج الإنساني الراسخ للقيادة الرشيدة تحرص دولة الإمارات على تعزيز استجابتها الإغاثية للحد من معاناة المجتمعات التي تمر بظروف صعبة، حيث أن عمليات الدعم الإنسانية تمثل شرياناً رئيسياً يمد المستهدفين بالمقومات اللازمة للحياة، ومنها  الجهود المشرفة والمتسارعة التي تقوم بها الدولة في غزة ضمن عملية “الفارس الشهم3″، تنفيذاً لتوجيهات وأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، لدعم الأشقاء الفلسطينيين، والتي أغاثت سكان غزة بآلاف الأطنان من المواد الضرورية “15755 طناً، وإرسال 163 طائرة شحن، وسفينتي شحن، و476 شاحنة برية”، وتتواصل مع دخول قافلة مساعدات جديدة إلى القطاع عبر معبر رفح تتألف من 14 شاحنة تحمل أكثر من 300 طن من المساعدات الإنسانية التي تتضمن خيماً ومستلزمات طبية ومواد غذائية متنوعة، وكذلك تقديم عشرات الآلاف من الطرود الغذائية والمستلزمات، بالإضافة إلى جهود الإمارات في تقديم الرعاية الطبية اللازمة سواء للمرضى الذين تستقبلهم في مستشفياتها أو عبر المستشفى الميداني في القطاع، وإرسال مشفى عائم ومتكامل، وإنشائها محطات تحلية مياه لتأمين احتياجات سكان غزة ضمن الاستجابة الإنسانية الشاملة والمتكاملة التي تقوم بها.

كما يأتي إرسال دولة الإمارات 5 مخابز أوتوماتيكية إلى مدينة العريش المصرية تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة، والتي ستوفر الاحتياجات اليومية لأكثر من 420 ألف إنسان، بالإضافة إلى تأمين مادة الطحين والسولار وغيرها من مستلزمات التشغيل لتعمل على مدار الساعة ودفع أجور مشغلي المخابز والمشرفين عليها.. ليبين حجم الجهود المبذولة والمتعاظمة في سبيل توفير الاحتياجات الضرورية للأشقاء الفلسطينيين وللتخفيف من معاناة المتضررين، وفي ذات التوجهات الإنسانية فإن جهود هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تتواصل عبر توزيع المساعدات الغذائية والإغاثية على أهالي غزة، والتي استفاد منها عشرات الآلاف، ومنها تقديم نحو مليون وستمائة وخمسين ألف قطعة من الملابس الشتوية والأغطية للتدفئة للتخفيف من قسوة البرد القارس، وتأمين المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والصحية وخيم الإيواء وتركيب كشافات للإنارة فيها وتشغيل 28 مطبخاً خيرياَ تقدم الوجبات لعشرات آلاف الفلسطينيين، وغير ذلك الكثير.

الإمارات تقدم نموذجاً مشرفاً لما يمثله العطاء وفعل الخير من توجه رئيسي في مسيرتها استناداً إلى قيمة “التضامن الإنساني” التي تبديها مع جميع المحتاجين حول العالم، ولما يحدثه ذلك من أثر بالغ الأهمية في سبيل إنجاز فارق حقيقي في حياة الشعوب التي تعاني جراء المآسي والصراعات والأزمات المستفحلة وخاصة لدى الفئات الأضعف والأكثر تضرراً، وفي الوقت الذي تمثل جهودها رافداً رئيسياً للمساعي الأممية، فهي تبين كذلك المسعى الذي يتوجب على كافة الأقطاب الفاعلة في العالم انتهاجه وخاصة أن الوضع المأساوي في قطاع غزة وما يتطلبه من عمل وتعاون يمثل اختباراً حقيقياً للمجتمع الدولي برمته.


تعليقات الموقع