استجابة إنسانية ومواقف هادفة

الإفتتاحية

استجابة إنسانية ومواقف هادفة

بكل عزيمة تواصل دولة الإمارات تعزيز استجابتها الإنسانية لتخفيف معاناة الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة انطلاقاً من توجيهات القيادة الرشيدة ومواقفها المشرفة، وذلك عبر الدعم الإغاثي للحد من وطأة الأوضاع المأساوية والتي تمثل “عملية الفارس الشهم 3” فيها تنفيذاً لأوامر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، ملحمة تاريخية في ميادين العطاء، والتي أوصلت حتى 20 من الشهر الجاري أكثر من 15809 أطنان، وأرسلت 165 طائرة شحن، وسفينتي شحن، و476 شاحنة برية، بالإضافة علاج 5423 حالة وافتتاح مركز الأطراف الصناعية في المستشفى الميداني الإماراتي في غزة وغير ذلك، وكذلك دخول قافلة مساعدات إماراتية من 11 شاحنة تحمل أكثر من 240 طناً من المساعدات.. مع مواصلة الدعم ومنه تيسير المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، جسر إغاثة جوي إلى غزة عبر مطار العريش في جمهورية مصر الشقيقة، عبر رحلة تحمل 11 طناً مترياً من الأدوية والمستلزمات الطبية من مخزون منظمة الصحة العالمية، وسيليها المزيد، لتعكس فاعلية جهود الإمارات المتعاظمة لتخفيف تداعيات الأزمة عن المتضررين ومدهم بالاحتياجات الأساسية للحياة.
في موازاة العمل الإنساني المبهر الذي تقوم به الإمارات، فهي تشدد على ضرورة إنهاء الحرب على غزة، وخاصة أنها تنذر بالمزيد من النكبات ودون أفق لتوقفها لغياب الإجماع الدولي اللازم، ومن هنا فإن كل توجه يهدف إلى وقف إطلاق النار يحظى بدعم الإمارات وعبر حثها الدائم على أهمية التوافق الدولي لذلك، في الوقت الذي أعربت فيه عن خيبة الأمل جراء تعطيل مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي ومشددة على ضرورة وقف الحرب كما أكدت بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة مبينةً: “خيبة الأمل الكبيرة إزاء نتائج تصويت مجلس الأمن على مشروع قرار وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، والذي حظي بتأييد 13 من أصل 15 عضواً، وبعد أكثر من أربعة أشهر من القتل والتشريد، دون وجود نهاية في الأفق، آن لهذه الحرب أن تنتهي”، وهو الموقف الذي تشاركها فيه أغلب دول العالم الرافضة لما يحدث في غزة لأن نتيجته الوحيدة تعميق الكارثة الإنسانية، فلم يعد جائزاً أمام كل هذه المآسي أن يكون الجمود هو السائد على المشهد الدولي.
جهود الإمارات وحرصها على حياة الأبرياء وحكمة مواقفها تؤكد أنها صوت عقلاء العالم، فهناك أزمة مستفحلة يعاني منها مئات الآلاف من سكان غزة ولولا الدعم الإنساني وفي مقدمته المقدم من الإمارات لكانت الأمور أسوأ بكثير، وخاصة بسبب التدمير الهائل في البنية التحتية وانهيار القطاع الصحي وانعدام الخدمات جراء الحرب التي تضع العالم أمام اختبار قانوني وأخلاقي وإنساني، ولا بديل عن توقفها.


تعليقات الموقع