صناع الأمل .. فرسان الإنسانية

الإفتتاحية

صناع الأمل .. فرسان الإنسانية

الإمارات وطن متأصل على صناعة الأمل ونشره، وعندما تدون أسفار التاريخ مسيرتها المشرفة في المواقف الإنسانية النبيلة التي استفاد منها مئات الملايين حول العالم فإنها تخطها بمداد من الذهب، وذلك لما يمثله عمل الخير في نهج قيادتها الرشيدة وشعبها الأصيل من ثقافة وهوية وتريدها أن تكون كذلك في كافة أنحاء العالم مقدمة نموذجاً فريداً في دعم وتبني الجهود الملهمة، فكم من آلام استبدلتها بالأمل وكم من دموع فرح ذرفتها عيون بعد أن استعادت الأمل، وخلال ذلك تحرص على الاحتفاء بكل من يجعل الخير رسالة لحياته وتعمل على تأكيد أهمية ذلك عبر البرامج والجهود والمبادرات النوعية الرائدة ومنها “صناع الأمل” بكل ما يمثله هذا العمل من أهمية كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بالقول: “مبادرة صناع الأمل في دورتها الرابعة .. 58 ألف مشارك .. آلاف القصص ومبادرات الخير والعطاء ..الجميع فائز .. والجميع مساهم في صنع روح من التفاؤل والإيجابية في عالمنا العربي .. الشعوب تحيا وتزدهر بالأمل .. نشر اليأس هو أكبر تحد تواجهه شعوبنا العربية .. ومن كان يؤمن بالأمل فليقل خيراً للأجيال العربية الجديدة .. أو ليصمت”، وذلك بمناسبة تكريم سموه الفائزين بالدورة الحالية، والتي أمر خلالها بأن يحصل جميع المرشحين الأربعة على نفس قيمة الجائزة في الحفل الذي شهد تتويج الدكتورة العراقية تالا الخليل الملقبة بـ”أم المحاربين” بلقب صانع الأمل الأول في العالم العربي إذ كرست وقتها للأطفال من مرضى السرطان وأصحاب الهمم وصنعت التغيير في حياة مئات الأطفال.
كم هي معبرة إنجازات قصص صناع الأمل التي تابعها الجميع خلال حفل التكريم وتفاعلوا معها بعواطف ومشاعر يصعب وصفها وكيف أثمرت جهود وعزيمة من جعلوا خير أخيهم في الإنسانية هدفهم الأول ليولد الأمل والفرح من رحم المعاناة، وكيف أن كل الصعوبات والتحديات لم تزدهم إلا تصميماً على أداء الأمانة التي اختاروا حملها بكل شجاعة يقيناً بأن ما يقومون به هو أنبل وأقدس عمل في حياتهم، حيث إرادة الخير تعيد الحياة للكثيرين من الذين اعتقدوا أنها بالنسبة لهم لن تكون إلا معاناة.. لكنها الرحمة والمحبة التي تقهر اليأس وتعيد الأمل وتنشر الروح الإيجابية، فحيث توجد صناعة الأمل لن يكون للمستحيل وجود، فكل مشارك فائز، والفائز الأكبر هو الإنسانية التي تنتصر بدعم قيادتنا الرشيدة وأياديها البيضاء والمباركة.
مبادرة “صناع الأمل” بما تمثله من محطة فارقة لغرس وترسيخ وتعزيز ثقافة العطاء والأكبر من نوعها عربياً لتكريم “جنود في ميادين الإنسانية”.. احتفاء تقوده الإمارات باسم الأمة والإنسانية تقديراً لأبطال اختاروا أن يكون إسعاد المغلوب على أمرهم وإعادتهم للحياة بوصلة لحياتهم.


تعليقات الموقع