تحفظ الذاكرة الإنسانية عن مواقف دولة الإمارات في دعم حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، بصور خالدة من الصعب نسيانها

الإمارات تضاعف جهودها.. لأهل غزة

الرئيسية مقالات
محمد خلفان الصوافي : كاتب إماراتي

الإمارات تضاعف جهودها.. لأهل غزة

 

 

تحفظ الذاكرة الإنسانية عن مواقف دولة الإمارات في دعم حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، بصور خالدة من الصعب نسيانها. فهي قضية مركزية في سياستها الخارجية وحاضرة دائما في الخطاب السياسي الإماراتي. وقد بدأت تلك المواقف منذ الأيام الأولى لتأسيس دولة الاتحاد وهي مستمرة إلى يومنا هذا اليوم بوتيرة واحدة في صلابة دعمها لأسباب تدركها القيادة الإماراتية بأن هذه القضية لها أهمية في استقرار المنطقة، وتغيير الكثير من المواقف السياسية التي أضرت بالشعب الفلسطيني قبل أبناء المنطقة والإنسانية بأكملها.
ومع دخول شهر رمضان المبارك، تضاعفت جهود ومساعي دولة الإمارات في الوقوف مع شعب غزة وضاعفت تركيزها من أجل التخفيف عن معاناتهم المستمرة لأكثر من خمسة أشهر ويبدو أن أفق وضع حد لهذه الحرب غير واضح، نتيجة لمماطلات سياسية بين فريقي التفاوض الفريق الإسرائيلي والفريق الفلسطيني. حيث شهدت الجهود الإماراتية تطوراً نوعياً للفت انتباه الرأي العام العالمي إلى المأساة التي يعيشها هذا الشعب الذي يدفع ثمن أخطاء مغامرات أشخاص بعضهم من داخل قطاع غزة نفسه وبعضهم قوى إقليمية لديها حساباتها السياسية التي هي بعيدة عن الاهتمام بالإنسان الغزاوي أو الفلسطيني.
ويتمثل هذا التطور النوعي في هذه الأزمة، مطالبة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله” المجتمع الدولي من خلال اتصاله مع الرئيس القبرصي، نيكوس خريستودوليدسبفتح كل المسارات البرية والبحرية والجوية باعتبارها الحل الأنسب لوقف سياسة التجويع التي تمارسها إسرائيل على شعب غزة، وكذلك أحد الوسائل للقفز على سياسة المماطلة في المفاوضات التي يبدو أن بعيدة كل البعد مما حدث على الارض من معاناة أهل غزة، وربما هذا أول طرح سياسي دولي وأول موقف على المستوى القيادي يطالب بذلك وهو ما يؤكد ما تم استعراضه في الفقرة الأولى من المقال حول “صلابة الدعم الإماراتي” للقضية الفلسطينية.
مثل هذا المواقف الدولية تحتاج إلى وقفات عميقة من المراقبين من أجل التأمل فيها وتحليلها لتفسير سبب التزام دولة الإمارات لحق الشعب الفلسطيني الشقيق. في عدد من الجوانب أو الحقوق منها. أولى تلك الحقوق هو: السعي لأن يعيش الشعب الفلسطيني بكرامة كباقي البشر في العالم وهذا الحق يكفله له القانون الدولي باعتبارها أحد أساسياته كإنسان، وهذا السعي الإماراتي رصدناه منذ بدء هذه الحرب في عدد من الصور منها استضافة الإمارات لألفي مصاب من أهل غزة للعلاج في دولة الإمارات ورأيناه كذلك في قوافل المساعدات الإنسانية المستمرة بمختلف أنواعها ضمن مبادرة الفارس الشهم3 آخرها طيور الخير.
ثاني تلك الحقوق: تقرير الشعب الفلسطيني لمصيره من خلال حصوله على دولته وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا الأمر يكاد لا تخلو مناسبة دولية تتواجد فيها دولة الإمارات دون التأكيد على هذا الحق وأهمية تحقيقه باعتبارها أحد الحلول لتخفيف حالة التوتر والصراع المستمر بين الفلسطينيين وإسرائيل وكذلك أحد المبررات التي يستغلها دعاة الحرب والفوضى في المنطقة لتوتير المنطقة وخلق خلافات خطابات الكراهية والصراعات بين الناس.
هذه بعض النماذج للمواقف الإماراتية تجاه القضية الحق الفلسطيني فهناك الكثير، ولكن تلك المواقف تحتاج إلى جهود عملية وواقعية تساند المساعي الإماراتي الحقيقية لحل هذه القضية الممتدة منذ أكثر من ثمانية عقود مضت.


تعليقات الموقع