الحرب، كلمة تستحضر صور المعارك والقوة العسكرية. ولكن غالبًا ما يكون وراءها تكلفة لا تُحتمل، ومأساة تتكشف عبر الأجيال، وهي التكلفة الإنسانية التي تشكل عبئًا مدمرًا يتحمله المدنيون الأبرياء، وتترك ندوبًا عميقة قد تستغرق سنوات بل وحتى عقودا للشفاء أو التعافي.
التأثير المباشر للحرب هو بالطبع فقدان الأرواح. بينما يُقتل الجنود أو المحاربين من الجانبين في القتال، فإن المدنيين غالباً ما يمثلون نسبة كبيرة وأحيانا مذهلة من الوفيات، كما هو الحال في غزة اليوم وفي الكثير من الحروب. هذه الوفيات ليست مجرد أرقام، وإنما هم أمهات وآباء وأطفال ومجتمعات بأكملها تمزقها الحرب، إضافة إلى مقتل الالاف المدنيين بشكل مباشر، فإن التكلفة البشرية الحقيقية تمتد إلى ما هو أبعد من ساحة المعركة، حيث تُعطل الحرب الخدمات الأساسية، وتترك المدنيين دون إمكانية الحصول على المياه النظيفة والغذاء والرعاية الطبية، فمن لا يموت في الحرب يموت من الجوع أو المرض. فالنقص في الضروريات الأساسية يؤدي إلى أمراض يمكن الوقاية منها، وإلى سوء التغذية، الذي قد يودي بدوره بحياة الكثير من الأرواح؛ وخاصة الأطفال.
والتأثير النفسي للحرب مدمر بالقدر نفسه أيضًا؛ فمشاهد العنف والنزوح وفقدان الأحباء تسبب صدمة بالفعل، مما يؤدي إلى مستويات عالية من القلق والاكتئاب واضطرابات ما بعد الصدمة. والأطفال معرضون للخطر بشكل خاص، ويمكن أن تؤثر الندوب النفسية في نموهم العقلي والنفسي وتعليمهم، وتعوق آفاقهم المستقبلية.
كما تتسبب الحرب في النزوح، حيث يُضطر الملايين إلى الفرار من منازلهم، ليصبحوا نازحين داخليًّا أو لاجئين في الخارج، وغالبًا ما تفتقر المخيمات أو أماكن اللجوء المكتظة إلى المرافق الصحية الأساسية والأمن، ما يعرض الناس للمرض والعنف. رحلة النزوح نفسها محفوفة بالمخاطر، خاصة بالنسبة للنساء والأطفال.
التعليم هو ضحية أخرى للحرب، وكثيرًا ما تُدمّر المدارس، وأحيانًا عمدًا، أو تُوظّف للاستخدام العسكري، ما يؤدي إلى حرمان الأطفال من التعليم، والذي لا يحد من فرصهم المستقبلية فحسب، بل يعوق أيضًا جهود التنمية وتطوير المجتمعات ونهوضها.
إضافة إلى ذلك، تمزق الحرب النسيج الاجتماعي للمجتمعات. ومن الممكن أن تتصاعد التوترات المجتمعية وأحيانًا العرقية في المجتمعات المتعددة، ما يؤدي إلى تفتيت المجتمعات التي كانت تعيش معًا من قبل في سلام واطمئنان، والأمثلة على ذلك كثيرة وماثلة. وهذا يمكن أن يؤدي إلى دورات من العنف ويجعل من الصعب تحقيق السلام الدائم والحقيقي.
التأثير الاقتصادي للحرب أيضًا كارثي، إذ تُدمّر البنية التحتية، وتغلق أو تدمر الشركات والمؤسسات والمصانع، وتُفقد سبل العيش. كما تزيد تكلفة رعاية الجرحى والنازحين من الضغوط على اقتصادات الدول التي تعاني الصراع.
ولا يقتصر تأثير الحرب على هذه الجوانب فقط؛ فهناك تأثير مضاعف ينتشر عبر الحدود، ويزعزع استقرار المناطق المحيطة ويخلق صراعات جديدة. فتدفقات اللاجئين تؤدي إلى مشاكل عدة من بينها إجهاد البلدان المجاورة، بينما يمكن أن يؤدي الصراع على الموارد إلى دوامة من العنف.
لهذا كله، يجب على المجتمع الدولي أن يؤدي دوره ليس في العمل الحقيقي على أنهاء الحروب والصراعات فقط، وإنما في استخدام الأدوات التي يملكها بفعالية لفرض إنهاء الحرب، وعليه كذلك واجب معالجة تكلفتها الإنسانية، وهي تكلفة دائمًا ما يحتملها للأسف الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن.
الوطن
- الإمارات متحف اللوفر أبوظبي يُعلن أجندة فعالياته ومعارضه لموسم 2024-2025
- الإمارات ربط إلكتروني بين "عقاري الشارقة" و"بلدي خورفكان"
- الإمارات نقل عجمان تطلق تطبيق "كابي" لسائقي مركبات الأجرة
- الإمارات جائزة "الشارقة للاتصال الحكومي 2024" تفتح باب الترشح للمتنافسين من العالم
- الرئيسية نادي خورفكان يحرز المركز الأول في بطولة الدّولة للبوتشيا لأصحاب الهمم
- الإمارات "E7" توقع اتفاقية مع "ديليتا" الألمانية لإنتاج وثائق تواكب أعلى معايير الحماية والأمان
- الرياضية خبراء الكرة: المنافسة لم تحسم بعد والوصل الأقرب لحسم لقب دوري أدنوك للمحترفين
- الإمارات خلال ورشة عمل ضمن فعاليات "الشارقة القرائي للطفل" آية بدر تحدد 4 إجراءات لتفادي الوقوع في فخ خوارزميات "التواصل الاجتماعي"
- الإمارات "دوسلدورف" الألمانية تشارك في فعاليات سوق السفر العربي في دبي
- الإمارات القائم بأعمال سفارة الإمارات يشارك في اجتماع سفراء دول مجلس التعاون لدى الأردن
- الإمارات سعود بن صقر يعزي سيف الشعفار بوفاة زوجته
- الإمارات وزارة الثقافة توقع مذكرة تفاهم مع هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام لتنفيذ مبادرات لتعزيز ثقافة التنمية الوطنية
- الإمارات بصفته حاكماً لإمارة أبوظبي.. رئيس الدولة يُصدر مرسومين أميريين بتعيين مدراء عموم في جهاز أبوظبي للمحاسبة
- الإمارات تحت رعاية الشيخة فاطمة.. ذياب بن محمد بن زايد يكرِّم الفائزين بجائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمُّر في المدارس
- الإقتصادية 3.2 تريليون دولار أمريكي احتياطيات النقد الأجنبي بالصين في أبريل
- الإقتصادية "الأوراق المالية" تطلق خدمة الاستعلام عن الأرباح غير المستلمة عبر موقعها الإلكتروني
- الإقتصادية وزارة المالية ترسّخ نموذجاً رائداً يعزّز الشراكة المستدامة بين القطاعين العام والخاص
- الرياضية "أبوظبي للزوارق السريعة" يبدأ تحدي "الفورمولا 4" من بلجيكا
- الإمارات شخبوط بن نهيان يستقبل الأمين التنفيذي للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأفريقيا
- الإمارات طلبة مدارس يستكشفون أثر القصص في الارتقاء بمهاراتهم الشخصيّة والاجتماعيّة
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.