89% من جميع النزاعات الحالية في العالم تحدث في بلدان ذات حوار قليل بين الثقافات

اليوم العالمي للتنوّع الثقافي من أجل الحوار والتنمية

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

اتجاهات مستقبلية

اليوم العالمي للتنوّع الثقافي من أجل الحوار والتنمية

 

 

 

 

 

تحتفي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في 21 مايو من كل عام باليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، لإبراز الدور الأساسي للحوار بين الثقافات في تحقيق السلام والتنمية المستدامة، والتذكير بأهمية الحوار بين الثقافات، والتنوع الثقافي والشمول، ومحاربة الصور النمطية والاستقطاب من أجل تحسين التفاهم والتعايش بين الناس من مختلف الثقافات.

وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد أعلنت اليوم العالمي للتنوع الثقافي في 2002 بعد أن اعتمدت اليونسكو في 2001 الإعلان العالمي للتنوع الثقافي؛ وذلك اعترافًا بضرورة تعزيز الأهمية التي تمثلها الثقافة، بوصفها وسيلة لتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة والتعايش السلمي على الصعيد العالمي، وكذلك مع اعتماد الأمم المتحدة، في سبتمبر عام 2015، خطة التنمية المستدامة لعام 2030، باتت رسالة اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث يمكن تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ 17 على أفضل وجه من خلال الاعتماد على الإمكانات الإبداعية الكامنة في ثقافات العالم المتنوعة، والانخراط في الحوار من أجل ضمان استفادة جميع أفراد المجتمع من التنمية المستدامة. فوفقًا لبيانات اليونسكو، فإن الثقافة تستوعب أكثر من 48 مليون وظيفة على مستوى العالم، حيث تمثل النساء نصفها تقريبًا. وهو أيضًا القطاع الذي يوظف ويوفر الفرص لأكبر عدد من الشباب دون سن الثلاثين، والجدير بالذكر، يُقدَّر أن 89% من جميع النزاعات الحالية في العالم تحدث في بلدان ذات حوار قليل بين الثقافات.

وفي هذا السياق، تُعد دولة الإمارات إحدى أبرز الحاضنات الثقافية على مستوى العالم مع وجود أكثر من 200 جنسية تعيش على أرضها بتناغم وتفاعل قل نظيرهما، ومنذ نشأة دولة الاتحاد حرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على غرس قيم المحبة، لتصبح الإمارات نموذجًا للاعتدال واحترام الحريات، وقبول الآخر. ويرتكز التنوع الثقافي في الإمارات على ثقافة التعايش والتسامح التي أصبحت جزءًا أصيلًا من العمل الحكومي، حيث شهد العالم في عام 2017 ولادة أول وزارة للتسامح على أرض الإمارات، فيما أهدت الإمارات العالم في عام 2019 وثيقة الأُخُوّة الإنسانية. كما تُعدُّ الإمارات من أبرز الدول الداعمة لمشاريع حفظ التراث العالمي وحماية الآثار والتعريف بالثقافات والتواصل بين الحضارات.

وأخيرًا، فانطلاقًا من إيمانه بدوره في تفعيل التنوع الثقافي وإثراء الحوار العالمي؛ يسهم مركز تريندز للبحوث والاستشارات في العديد من المنصات العالمية المعنيّة بإثراء الحوار الثقافي والتنمية بين الأمم في مختلف قارات العالم؛ فعلى صعيد القارة الأوروبية، شارك تريندز في العديد من المعارض الدولية في ألمانيا وبريطانيا وفرنسا واليونان، حيث شارك المركز في معرض سالونيك الدولي للكتاب بمجموعة من إصداراته المتنوعة، وعقد العديد من المؤتمرات واللقاءات الفكرية مع العديد من مراكز الفكر والجامعات وقادة الرأي في أثينا. وفي التوقيت نفسه كان يقوم المركز بجولة بحثية ومعرفية في كندا بقارة أمريكا الشمالية، عقد خلالها العديد من الندوات والجلسات مع المؤسسات الفكرية والجامعات ومراكز الفكر الكندية. وفي آسيا شارك المركز أيضًا في مؤتمر الجمعية العالمية للذكاء الاصطناعي 2024 (GAIN) المنعقد في الرياض، وفي حلقة نقاشية نظمتها جامعة ADA الأذربيجانية بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلم والثقافة في العاصمة باكو.

وفي النهاية، يمكننا القول إن الكتابة عن اليوم العالمي للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية ليست فقط من أجل التذكير به، وإنما لجعله أجندة عمل متجددة للمؤسسات الدولية والوطنية؛ لإبراز أهمية الحوار بين الثقافات في تحقيق السلام والتنمية المستدامة، في ظل عالم يسوده الكثير من الغموض والاضطرابات، التي تتطلب تكاتف الأسرة الدولية من أجل مواجهتها.


تعليقات الموقع