المنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة يدعو القادة إلى تبني استراتيجيات جريئة في المرونة المناخية والاقتصاد الدائري

الإمارات

 

 

دبي – الوطن:

اختتمت أمس فعاليات الدورة الثانية عشرة من المنتدى العربي للمسؤولية الاجتماعية والاستدامة، الذي نظمته الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات والذي أقيم تحت رعاية وزارة الاقتصاد، بعد يومين من المناقشات المؤثرة والاستراتيجيات القابلة للتنفيذ التي ركزت على تعزيز الاستدامة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وخلص المنتدى إلى ضرورة رسم خارطة طريق للعمل على التكيف مع التغير المناخي، ودعوة القادة إلى تبني استراتيجيات جريئة في المرونة المناخية والاستثمارات المستدامة وابتكارات الاقتصاد الدائري لتشكيل مستقبل الاستدامة في المنطقة العربية.

جمع المنتدى، الذي أقيم تحت شعار “الازدهار المستدام: إعادة رسم خارطة الطريق لمستقبل متوازن”، مسؤولين حكوميين وقادة أعمال وخبراء في الاستدامة عالميين وإقليميين لاستكشاف استراتيجيات مبتكرة لخلق مستقبل أكثر استدامة ومرونة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ودفع الحلول التعاونية لبعض التحديات البيئية والاجتماعية الأكثر إلحاحاً التي تواجه المنطقة والعالم.

افتتح المنتدى بكلمة رئيسية بعنوان “إعادة الحياة لكوكب الأرض: حلول مبتكرة للتكيف مع التغير المناخي”. وضمت قائمة المتحدثين الرئيسيين المتميزين:سعادة عبد الله أحمد آل صالح – وكيل وزارة الاقتصاد، ومعالي الدكتورة سيثمبيسو نيوني – وزيرة البيئة والمناخ والحياة البرية فيزيمبابوي، والدكتور عبد العزيز بن صقر – رئيس مركز الخليج للأبحاث، وسعادة الدكتورة نوال الحوسني – المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”.

وسلطت الكلمات الضوء على التكيف مع التغير المناخي والحلول المستندة إلى الطبيعة، ما يؤكد على الحاجة الملحة إلى العمل الجماعي في معالجة التحديات البيئية.

 

أهم فعاليات اليوم الأول:

وشملت فعاليات اليوم الأول للمنتدى 3 جلسات حوارية، حيث تناولت الجلسة الأولى، التي حملت عنوان “تمكين التغيير: الترويج للتحول في قطاع المياه والطاقة في العالم العربي”، الحاجة الملحة إلى وجود الشراكات بين القطاعين العام والخاص في التحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة. وركزت الأفكار الرئيسية على إدارة المياه واستراتيجيات الطاقة المستدامة في المنطقة.

والجلسة الثانية كانت بعنوان “تحصين وحماية مدن العالم من التحديات المستقبلية: الاستعداد المستدام للكوارث”، تناول فيه قادة الصناعة والخبراء الحاجة المتزايدة إلى المرونة الحضرية في ظل تزايد الكوارث المرتبطة بالمناخ. وأكد النقاش على أهمية دمج الاستعداد للكوارث في التخطيط الحضري لحماية المدن في مواجهة التحديات المستقبلية.

واختتم اليوم الأول بالجلسة الثالثة تحت عنوان “الاستدامة الذكية: أفضل الممارسات من دول الجنوب”، والتي استعرضت فيه كيف تعمل أنظمة الطاقة التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وحلول إدارة النفايات التي تعمل بتقنية إنترنت الأشياء على تحويل مبادرات الاستدامة في جميع المناطق النامية. وقدم المتحدثون أمثلة ملهمة حول كيفية قيام التقنيات الذكية بإنشاء عمليات أكثر كفاءة واستدامة.

 

أهم فعاليات اليوم الثاني:

افتتح اليوم الثاني بكلمات رئيسية تحت عنوان “إعادة النظر في المسلمات: العمل على التحول المستدام من الداخل”، مسلطة الضوء على أهمية دمج الاستدامة في حوكمة الشركات لتعزيز القيمة على المدى الطويل. وكان المتحدثون الرئيسيون المتميزون هم: السيدة كريستينا جامبوا – الرئيس التنفيذي للمجلس العالمي للأبنية الخضراء، والدكتور يوسف العساف – رئيس معهد روتشستر للتكنولوجيا في دبي.

وركزت كلماتهم على الحاجة إلى قيام الشركات بمواءمة استراتيجيات الأعمال مع أهدافه اللاستدامة، مؤكدين أن التحول المستدام يبدأ من داخل المؤسسات.

كما نظمت الشبكة جلسة حوارية خاصة لسمو المهندس الشيخ سالم بن سلطان بن صقر القاسمي رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة، حيث شارك وجهة نظره بشأن دمج الاستدامة في الأدوار القيادية وأهمية تعزيز الابتكار في ممارسات الاستدامة عبر القطاعات. وقال: “الاستدامة ليست مجرد هدف؛ بل هي أسلوب حياة يجب أن يدخل ضمن جميع جوانب حوكمتنا وهياكلنا المؤسسية”.

وتناولت الجلسة الرابعة، التي عقدت بعنوان “خلق القيمة من خلال الاستثمارات المستدامة: الاستراتيجيات والممارسات والأمثلة”، كيف يمكن للمؤسسات جذب المستثمرين المسؤولين من خلال تبني المعايير البيئية والاجتماعية والحوكمة. وأعطى المتحدثون أمثلة حول كيفية قيام الاستثمارات المستدامة، مثل السندات الخضراء والاستثمار المؤثر، بإعادة تشكيل القطاعات ودفع رأس المال نحو البنية التحتية المستدامة والطاقة المتجددة.

تناولت الجلسة الخامسة الختامية، “بناء القيمة من خلال الاقتصاد الدائري: الاستراتيجيات والابتكارات”، كيفية تحول الشركات من النماذج الخطية إلى الأنظمة الدائرية التي تقلل من النفايات وتزيد من كفاءة الموارد. وسلط المشاركون الضوء على الدور التحويلي لتقنيات مثل “البلوكتشين” والذكاء الاصطناعي في تعزيز الشفافية والاستدامة عبر سلاسل التوريد. كما تضمنت الجلسة أمثلة للتعاون الناجح بين القطاعات الذي يدفع حدود ما يمكن تحقيقه من خلال ممارسات الاقتصاد الدائري.

وفي ختام المنتدى، وجهت السيدة حبيبة المرعشي، رئيسة الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، رسالة مليئة بالتفاؤل والحاجة إلى مواصلة العمل قائلة: “إن المناقشات والاستراتيجيات التي نوقشت على مدى اليومين الماضيين قادرة على صياغة مستقبل أكثر مرونة واستدامة وازدهاراً لمنطقتنا. ويتعين علينا الآن تحويل هذه الأفكار إلى حلول قابلة للتنفيذ من شأنها أن تدفع التغيير الحقيقي”.


تعليقات الموقع