جمال السويدي يستشرف آفاق «ما بعد التكاثر البشري» في حفل ثقافي بالبحرين

الإمارات
جمال السويدي يستشرف آفاق «ما بعد التكاثر البشري» في حفل ثقافي بالبحرين

 

نظم نادي الخريجين في مملكة البحرين، أمس الأحد بالتعاون مع منتدى الفكر والثقافة العربية، لقاءً فكرياً تناول القضايا المستقبلية المرتبطة بالتطور العلمي، وذلك من خلال تدشين وتوقيع كتاب «الرحم الاصطناعي… عالم ما بعد التكاثر البشري» لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية.

وشهد الحفل حضوراً واسعاً من المفكرين والباحثين والمثقفين ورجال السياسة والإعلام، يتقدمهم معالي السيد علي بن صالح الصالح رئيس مجلس الشورى في مملكة البحرين، وسعادة السيد نبيل بن يعقوب الحمر مستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام، وسعادة هالة الأنصاري، مستشارة جلالة الملك للشؤون الثقافية والعلمية، إلى جانب عدد كبير من المهتمين بالشأنين الثقافي والتقني.

وجاءت هذه الفعالية في سياق الاهتمام المتزايد بمناقشة انعكاسات التقدم العلمي على المجتمعات الإنسانية، حيث يطرح الكتاب رؤية تحليلية تتجاوز البعد التقني، لتتناول التأثيرات الأخلاقية والاجتماعية والفكرية التي قد تترتب على استخدام تقنيات الأرحام الاصطناعية في المستقبل.

وأكد علي محمد صليبيخ، عضو مجلس إدارة نادي الخريجين، أن الكتاب يمثل إضافة نوعية للنقاش الفكري المعاصر، لما يثيره من تساؤلات جوهرية تمس مستقبل الإنسان، مشيراً إلى أن هذا الإصدار يفتح باباً واسعاً للتفكير في التحولات العميقة التي قد تطال مفاهيم راسخة مثل الأسرة والأمومة وطبيعة الحياة الإنسانية.

من جهته، استعرض الدكتور جمال سند السويدي خلال اللقاء الخلفيات الفكرية التي دفعته إلى تأليف الكتاب، موضحاً أن الرحم الاصطناعي لا يمكن النظر إليه باعتباره تطوراً طبياً محضاً، بل كمنعطف حضاري قد ينقل البشرية إلى مرحلة جديدة تستدعي وعياً فكرياً وتشريعياً وأخلاقياً يواكب حجم هذا التحول.

وشدد السويدي على أن التقدم العلمي، مهما بلغ من تطور، يجب أن يكون محكوماً بإطار قيمي يحفظ كرامة الإنسان ويصون التوازن المجتمعي، مؤكداً أن الهدف من الكتاب هو تحفيز حوار عقلاني هادئ قائم على المعرفة، بعيداً عن الانبهار غير المنضبط أو الرفض المطلق للتقنيات الحديثة.

وأضاف أن الكتاب يسعى إلى طرح رؤية شاملة تساعد صناع القرار والباحثين والمجتمع على فهم أبعاد هذه التقنية، واستكشاف فرصها المحتملة، وفي الوقت ذاته التنبه للمخاطر التي قد تنشأ في حال غياب الضوابط العلمية والأخلاقية.

وقال الدكتور جاسم حاجي، رئيس الذكاء الاصطناعي في شركة الخليج للحاسبات الآلية، إن كتاب «الرحم الاصطناعي… عالم ما بعد التكاثر البشري» يتناول واحداً من أكثر التحولات العلمية حساسية وتأثيراً في مستقبل البشرية، موضحاً أن التطورات المتسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الطبية باتت تفرض واقعاً جديداً يتطلب فهماً عميقاً يتجاوز الإعجاب بالتكنولوجيا إلى إدراك تبعاتها بعيدة المدى.

وأشار الدكتور جاسم حاجي إلى أن ما يميز هذا الإصدار هو أنه لا يقدّم التقنية بوصفها إنجازاً علمياً فقط، بل يضعها ضمن سياقها الإنساني والاجتماعي، من خلال طرح أسئلة جوهرية تتعلق بمستقبل الأسرة، والهوية البشرية، وحدود تدخل الإنسان في الطبيعة، مؤكداً أن هذه القضايا لم تعد افتراضية، بل أصبحت جزءاً من نقاش عالمي متسارع.

وأضاف حاجي أن الكتاب يسهم في تعزيز الوعي بأهمية التعامل المسؤول مع الابتكارات الحديثة، لافتاً إلى أن غياب الأطر الأخلاقية والتنظيمية قد يحوّل الفرص العلمية إلى تحديات خطيرة، في حين أن الإدارة الواعية للتقنية قادرة على تسخيرها لخدمة الإنسان وتحسين جودة الحياة دون المساس بالقيم الأساسية للمجتمعات، مؤكداً أن هذا النوع من الطرح الفكري المتوازن يساعد صناع القرار والباحثين والجمهور على استيعاب طبيعة المرحلة المقبلة، ويدعم بناء سياسات علمية وتشريعية تقوم على المعرفة والاستشراف، لا على ردود الفعل أو المخاوف غير المدروسة.

وشهد اللقاء تفاعلاً لافتاً من الحضور، حيث تنوعت المداخلات حول الجوانب الأخلاقية والدينية والاجتماعية المرتبطة بتقنية الأرحام الاصطناعية، إضافة إلى دور المؤسسات البحثية والثقافية في توجيه النقاش العام نحو استخدام مسؤول وآمن للتكنولوجيا.


Leave a Reply