معدلات الفقر بين الأطفال

مقالات
خاص بالوطن عن: واشنطن بوست روبرت جي صامويلسون

 

يظهر جلياً للجميع أن الأوضاع في الولايات المتحدة الأمريكية أخذة في التحسن من حين لأخر بعد أن كشف التقرير الاقتصادي الأخير عن نسب و تقديرات السنوية الصادرة عن مكتب تعداد البلاد فيما يخص متوسط دخل الأسرة ومعدل الفقر، وهذا يعني أن خطط الرئيس دونالد ترامب تسير في الاتجاه الصحيح رغم كل ما أثاره من جدل عند الإعلان عنها.
وأشارت عدة احصاءات هامة. سجل متوسط دخل الأسرة زيادة وصلت 5.2 % حيث بلغت معدلات الدخل الى 56500 دولار أمريكي بعد أن كان أقل من ذلك في عام 2014 ووصل آنذاك إلي 53.700 وتمثل تلك ذروة النسب المرتفعة التي سجلتها معدلات دخل الأسرة منذ فترة الكساد التي شهدتها البلاد منذ عام 2007 و حتى عام 2009.والقصة مشابهة لمعدلات الفقر حث كانت هذه المعدلات قد سجلت انخفاضاً وصلت نسبته إلي 13.5 % المئة في 2015 بعد أن كان قد وصل إلي 14.8 % في عام 2014، على الرغم من هناك مقارنات سلبية مع مستويات عام 2007 التي كانت قد وصلت إلي 12.5 %.
و لا تعد هذه البيانات مبهجة بالكامل حيث أن هناك احصاءات صادمة أخري تضمنها التقرير أيضا وهو معدل الفقر بين الأطفال: فحصة من هم دون سن 18 عاماً ممن يعيشون في الأسر ذات الدخل المنخفض االتي تصل لنسب تتخطي خط الفقر الرسمي بلغت (24257 دولار لكل عائلة مكونة من أربعة أفراد). كما بلغ معدل الفقر بين الأطفال حوالي 19.7?.
و تعد هذه الإحصاءات مرعبة خاصة اذا ما صدق الجميع أن خمس من بين كل الأطفال في البلاد الذين ينشئون في أسر، في أحسن الأحوال، يعيشون فقط لكسب قوت يومهم. و علاوة علي ذلك, سجل معدل الفقر بين الأطفال أعلى من بين جميع الفئات العمرية. على النقيض من ذلك، بلغ معدل الفقر لكبار السن ممن تبلغ أعمارهم 65 فيما يزيد 8.8 % 8.8. إذا ما سجلت معدلات الفقر بين الأطفال نسب مماثلة، سيصبح واحد فقط من بين أحد عشر من الفقراء، و ليس واحدة من بين خمس.
من ناحيته , قدر خبير سكوت وينشب المحسوب علي معهد مانهاتن قدر مؤخرا معدل الفقر بين الأطفال لحوالي 5 % مشيرة إلي إمكانية انخفاضه في حال تم حساب جميع مصادر الدخل.
وفيما يلي عدة خطوات شدد عليها وينشب للمساهمة في خفض معدلات الفقر بين الأطفال حيث بدأ نسب الفقر الرسمية من 21.1 % ويقوم ذلك على إيصالات الدخل النقدي للأسر و علي رأسها: الأجور والمرتبات والضمان الاجتماعي والتأمين ضد البطالة وغيرها من البرامج التي تٌدفع فوائدها نقدا. (علماً بأن جميع الإحصاءات الخاصة بعامي 2014 ستكون أقل نوعا ما من عام 2015.) و علي رأس هذه الخطوات
أولاً, أضاف الخبير الاقتصادي قيمة الفوائد الغير نقدية – التي لم يتضمنها تقرير مكتب التعداد السكاني – مثل كوبونات الغذاء، وجبات إفطار المدارس المدعومة وجبات الغداء، وإعانات السكن وإعانات الطاقة حيث من الممكن أن يسهم ذلك في خفض نسبة الفقر بين الأطفال إلى 16.2 %.
. أضاف وينشب قيمة خاصة باسترداد الضرائب، الأمر الذي يزيد من خفض معدل الفقر إلى 13.2 % حيث أن قيمة الضريبة علي كلاً الدخل المكتسب والائتمان الضريبي للأطفال تمثل قيم من الممكن استردادها.
وبعد ذلك أضاف الخبير الاقتصادي قيمة التأمين الصحي الحكومي للأطفال الفقراء، وذلك من خلال الرعاية الصحية S-و بالتحديد من خلال برنامج الدولة للتأمين الصحي للأطفال), مؤكدة أن هذه الخطوة قد تسهم في تقويض معدل الفقر بين الأطفال إلى 7.8 %.
و أخيراً توصل وينشب إلي أن الأسر الفقيرة تقلل من قيمة بعض الإعانات التي تقدمها الحكومة بما في ذلك القيمة الإضافية التي تقلل من معدل الفقر بين الأطفال إلى 4.5 %.
وبطبيعة الحال، تعد التغييرات و التعديلات التي أضافها وينشب مثيرة للجدل، ولكنها تعبر في الوقت ذاته عن قراءة عادلة هو أن معدل الفقر الحقيقي بين الأطفال يتراوح على الأرجح بين 5 % و 10 % – وليس 20 % و فقاً لإحصاءات مكتب التعداد.
في نهاية المطاف, هناك أخبار جيدة، و الأخبار الجيدة هنا تتمثل في أن شبكة الأمان نجحت في حماية البلاد من مواجهة ضد التعسر الشديد. لذا ينبغي أن يكون ذلك مصدرا لبعض الارتياح والتهنئة الذاتية. أما عن الأخبار السيئة فتتركز في أن ذلك لايمكن و أن يمكن المواطنون من الهروب التلقائي من الفقر والانضمام إلى الطبقة المتوسطة. لذا ينبغي أن يكون ذلك مصدرا للكثير من القلق والأسف.


تعليقات الموقع