سنوياً تترسخ مكانة الإمارات بين الحضارات ويتجذر دورها التنموي الإنساني

مريخ.. والإلهام الإماراتي

الرئيسية مقالات
محمد خلفان الصوافي: كاتب إماراتي

مريخ.. والإلهام الإماراتي

المعجبين في مختلف دول العالم بالتجربة التنموية لدولة الإمارات التي توجتها الأسبوع الماضي بالوصول إلى كوكب المريخ ينظرون إليها أنها الدولة الأنجح الشرق أوسطياً في مواكبة التحولات العلمية الكبرى وأنها الأقدر على التأقلم مع ما يحدث في العالم من التغييرات بمرونة كبيرة ومهارة إدارية عالية وبأقل التداعيات السلبية بل إنها تعتبر من الدول النموذج في مجالات حياتية عديدة وليس فقط في مجال واحد وهذه الأخرى ميزة بحد ذاتها تجعل منها “أيقونة” بين الدول.
الإمارات واحدة من الدول التي استطاعت أن تنافس الدول التي تصنف بالمتقدمة فيما يحدث فيها من ثورات علمية بما فيها الذكاء الاصطناعي وهو أحد علوم العصر. كما أنها تعاملت مع مختلف الأزمات الصحية والمالية وحتى الأمنية والسياسية التي مرت على الإقليم والعالم دون أن تتأثر بالدرجة التي أصابت غيرها من دول العالم، بل إنها سريعاً ما تحتوي آثار الأزمة بعد أن تديرها بشكل محكم وأعتقد أن ما نراه من إدارة ناجحة مع أزمة فيروس كورونا مثال حي على ما نقول.
هي اليوم واحدة من الدول التي يستعان بها كمرجع في تطوير مجال حياتي معين سواءً تعليمي أو صحي حتى استراتيجي. بل إنها يعتمد عليها من قبل المنظمات الدولية المتخصصة على سبيل المثال لا الحصر أثناء الأزمات الكوارث ليس فقط في تقديم المساعدات ولكن أيضاً يتم استشارتها عن أفضل الوسائل والسبل وكذلك نوعية المساعدات عندما تحل كارثة على شعب معين فيما تراجعت دول كانت تحتل مكانة في الساحة الدولية وكانت تصنف بأنها دولة ملهمة الأمثلة كثيرة إقليمياً ودولياً.
وعليه بات من الصعب أن تجد مختلفين ممن ينظرون إلى التجربة الإماراتية بحيادية وموضوعية أو عدم الانبهار عندما يقارنون بين حجم الإنجازات ونوعيتها التي حققتها وبين الفترة الزمنية التي تعتبر قصيرة في عمر الدول. فالعقلاء من الناس حتى وإن اختلفوا مع هذه التجربة الإماراتية إلا أنهم يدركون أن الأمر عظيم وأن ما فعلته ليس سهلاً أو أنه حدث صدفة وبشكل مفاجئ، وأنه بمقدور كل بلد يفعل ذلك لأن الأمر يحتاج إلى مقومات معينة وأسباب للنجاح كتلك الأسباب الموجودة في دولة الإمارات من حيث: الرؤية البعيدة المدى، والإرادة التي لا تهتز أمام التحديات، والتخطيط الاستراتيجي البعيد المدى، والإيمان بالإنسان عموماً كون أن الإمارات دولة تستضيف ما يفوق (200) جنسية والإنسان الإماراتي بشكل خاص لأنه هو الثورة الحقيقية والرقم الصعب عندما تشتد الأمور.
الغرب هو صانع التجارب العلمية الحديثة، ومعه الشرق الآسيوي، كلهم يقرون بالنهوض الإماراتي في كل المجالات بل لا تكاد تجلس مع مسؤول من تلك الدول إلا وتجده يسعى لأن تكون بلاده على علاقة بالإمارات لأسباب مختلفة فهم يعتبرون تجربة ملهمة لباقي الدول التي تريد أن تحقق تنمية ويؤكدون أن لدولة الإمارات خصوصيتها المتعلقة بالتركيز على العمل من أجل إسعاد شعبها والإنسان في العالم حيث تقدم كل الأعمال من أجله لذلك تجد أن الشعب يتوحد مع قيادته في أي خطوة تخطوها وهذا من النادر إن لم يكن من المستحيل أن تجده إلا في الإمارات. ومع ذلك بإمكان الآخرين أن يستفيدوا من هذه التجربة لتحقيق قفزات تنموية فالمسالة ليست وفرة مالية فهناك دول لديها المال ولكنها لا توظفه كما يجب.
من عام إلى آخر تترسخ مكانة الإمارات بين الحضارات الإنسانية ويتجذر دورها التنموي الإنساني بين الدول الكبرى. ولقد جاء وصول “مسبار الإمارات” ليؤكد أنها دولة ولدت بفكر كبير لتشارك الآخرين صناعة المستقبل.


تعليقات الموقع