ما أن يأتي شهر رمضان المبارك إلا وتجد القلوب تعود إلى الله بصفاء وتقرّب لا مثيل له في الشهور كافة، تسمع خلال هذا الشهر من الجميع كلمات رقيقة محملة بأنواع من العطاء والرحمة والإيجابية، تلاحظها قولاً وفعلاً، لا يكتفي صاحبها بنفسه بل ينشرها كسلوك إيجابي مع من يحب، فترى المجتمع أقوى ومتماسك وفيه من الرحمة والعطاء وحب الخير والتقرب إلى الله أكثر، نرى ذلك جلياً في شهرٍ مميزٍ شهر له من الخير والعطاء ما ليس لغيره، شهر اتسم بالمغفرة والرضوان فكيف لنا أن لا نستغله بكل دقائقه وساعاته.
ما أجمل شهر رمضان عندما تقرأ القرآن وتتمعن في كلماته الراقية وكأنك تقرأه أول مرة وتعيش فيه تلك المعاني والقصص الرائعة، تتعايش مع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وترى فيها ما تفخر به وترى الصبر الذي لاقاه صلى الله عليه وسلم في سبيل أن تصل تلك الرسالة السامية المليئة بالأخلاق والإيجابية والتسامح، تتنقل بين أحكام الصيام التي تراعي ظروف البشر برحمة وعطف وخالقنا الله سبحانه الذي يريد لنا الخير والرحمة وييسر دروبنا على طريق النجاح.
تلك المعاني والمواقف التي ذكرتها إنما هي خواطر مرت على كل شخص منا تؤكد لنا سماحة ديننا وروحه الطيبة التي تجعل من الحب والخير والتسامح والعطاء عنواناً لكل شخص يبذل ما يستطيع لاستغلال شهر الرحمة الذي تضاعف فيه الحسنات.
فكيف لنا إن بقينا على هذا العطاء والتعامل في حياتنا واعتبرنا بأن رمضان كل الشهور، ولم ننقطع عما بذلناه في شهر رمضان المبارك، نجتهد في عطائنا ونستمر في صبرنا وتحملنا للشدائد كما صبرنا عن الطعام والشراب في رمضان، نحب الخير لكل من حولنا ونبتعد عن الإساءة ونستبدلها بنية خالصة لله نترقبها لمن نحب ونحسن إليه، نعم … تلك هي الحياة بحلوها ومرها تنشر تنوعها الجميل بين البشر ففي كل موقف تجربة وفي كل تجربة طعم وكل طعم يدلك على الطريق الذي تستمد من خلاله قوتك وعطائك ونيتك الصافية، فاللهم اغفر لنا وارحمنا وارزقنا رضاك وأعنا على الصيام والقيام.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.