المعركة مستمرة والانتصار حتمي

الإفتتاحية

المعركة مستمرة والانتصار حتمي

كل الدول تراهن على شعوبها في نجاح أي استراتيجيات وطنية، لذلك فإن الأمم المتحضرة تركز على البناء بالإنسان قبل أي شيء آخر، وعندما تكون أسس ذلك البناء مرتكزة على القيم والوعي وغرس الوطنية، فإن النتائج تكون عظيمة في مسيرة كل أمة تعمل وفق هذا المنهج، ومن هنا تبرز تجربة دولة الإمارات في التركيز الدائم على الإنسان ووضعه دائماً في صدارة الأولويات، والعمل على تهيئة كل ما يؤمّن تسخير الطاقات الخلاقة والمبدعة في سبيل خدمة مسيرة التنمية الشاملة، ومع كل استحقاق يؤكد شعبنا مدى ما يتمتع به من الوعي والوطنية والحرص على ترجمتها بالأفعال التي تعكس إحساساً عالياً بالمسؤولية التي يحملها كل فرد، وهو ما حدث خلال الظرف الدقيق والاستثنائي الناجم عن أزمة “كوفيد19″، وكان له أعظم الأثر في الإنجازات المحققة والتي جعلت الانتصار النتيجة الحتمية على ما شكلته “الجائحة” من تحدٍ وإن كانت المعركة لا تزال مستمرة، لكنها تدخل مراحلها الأخيرة، خاصة أن قيادتنا الرشيدة قد وضعت استراتيجية وطنية قل نظيرها منذ ظهور الفيروس حول العالم، وكان لكل مرحلة متطلباتها في ظل مواكبة على مدار الساعة من قبل الأجهزة المختصة، وفرق عمل لا تتوقف وتعزز جهودها في تقديم كافة أنواع الرعاية الصحية، فضلاً عن المواقف الإنسانية المميزة التي عكست مدى نبل خصال وقيم شعب الإمارات العظيم.
في نهاية شهر رمضان الكريم ومع قرب حلول عيد الفطر المبارك، فإن الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية واجب على الجميع، ولابد من أخذ الحيطة التامة ومواصلة العمل وفق توجيهات الأجهزة المختصة، لأن ذلك أمانة يعبر عنها كل فرد ويعكس من خلالها مدى حرصه على باقي مكونات المجتمع، فالمواجهة مع الفيروس حققت تقدماً كبيراً نحو نهايتها، لكنها لم تنته بعد، بل لا تزال تحتاج الحذر والتقيد بالإجراءات الاحترازية وأخذ اللقاحات من قبل من لم يتلقوا التطعيم حتى اليوم، فالالتزام عنوان النجاح ويسرع الانتصار التام، خاصة أننا ننعم جميعاً بحياة طبيعية، والمطلوب دعم الجهود الجبارة المبذولة عبر التقيد التام وعدم الإقدام على أي تصرف ينم عن اللامبالاة، لأن ذلك قد يسبب للمخالفين أو لمحيطهم ما هم في غنى عنه، كما أن مواكبة التوجيهات الرسمية فيها تعبير عن الوفاء والتقدير لجهود كافة العاملين في خط الدفاع الأول، ورافد يعزز جهود الوصول إلى مناعة الجميع.. ولقد أثبت مجتمع الإمارات بجميع مكوناته مدى الوعي والمسؤولية التي يتمتع بها واليوم فإن تعزيز حصانة وأمن المجتمع الصحي يحتاج إلى تحلي كل فرد بالمسؤولية الأخلاقية والدينية والوطنية المطلوبة لأن ذلك تعبير حضاري عن ثقافة عالية وحرص كبير انطلاقاً من الإيمان التام بأهمية دور كل فرد في المجتمع.


تعليقات الموقع