بدأ العالم يدرك حقيقة وخطورة التغيرات المناخية على حاضر ومستقبل البشرية.

التغيرات المناخية.. الخطر المتنامي على مستقبل البشرية

الرئيسية مقالات
مركز تريندز للبحوث والاستشارات

اتجاهات مستقبلية

التغيرات المناخية.. الخطر المتنامي على مستقبل البشرية

 

يشهد العالم في الوقت الراهن سلسلة من الأزمات والكوارث الطبيعية التي تقف وراءها ظاهرة الاحتباس الحراري، باعتبارها المسؤول الأول عنها؛ فمن موجة “حرائق الغابات” التي انتقلت من دول شرق البحر الأبيض المتوسط، تركيا واليونان وإيطاليا، إلى الجزائر والمغرب وإسرائيل ومناطق أخرى مثل أستراليا والصين وغيرها، إلى موجة الأعاصير والفيضانات التي غمرت كثيراً من الدول الأخرى، وموجات الجفاف التي ضربت دولاً ومناطق مختلفة، بدأ العالم يدرك حقيقة وخطورة التغيرات المناخية على حاضر ومستقبل البشرية.
هذه الحقيقة المؤلمة أشار إليها بوضوح التقرير الصادر حديثاً عن اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة لمنظمة الأمم المتحدة، والتي تضم 195 دولة عضواً، والذي توقع أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية، مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية بحلول عام 2030؛ أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات التي وضعت قبل ثلاث سنوات؛ ما يهدد بحصول كوارث جديدة أكثر خطورة في الكوكب الذي تضربه موجات حرّ وحرائق غابات وفيضانات متتالية وسلسلة من الكوارث المتنامية غير المسبوقة.
وحذر التقرير بصورة خاصة من خطورة التطورات المناخية التي ستشهدها دول منطقة البحر المتوسط خلال السنوات القليلة القادمة، حيث ستتجاوز التغيرات المناخية في هذه المنطقة، حسب التقرير، بنسبة 20% التغيرات التي ستشهدها باقي مناطق العالم؛ما يهدد قطاعات حيوية مثل الزراعة ومصايد الأسماك والسياحة، ويهدد بمواجهة عشرات الملايين من السكان الآخرين مخاطر نقص المياه والتعرض للحرارة الشديدة، مع العلم أن كوكب الأرض سجل في شهر يوليو 2021 أعلى درجة حرارة في التاريخ الحديث، في تأكيد على صدق وخطورة التحولات المناخية الحادثة في العالم.
هذه التحذيرات ليست جديدة؛ ففي عام 2015 كان قد أفاد تقرير التقييم العالمي للأمم المتحدة بشأن الحد من مخاطر الكوارث أن الفيضانات والعواصف وغيرها من الظواهر المناخية المتطرفة تسببت في قتل 606 آلاف شخص منذ عام 1995، وذكرت منظمة أوكسفام في عام 2020 أن الطقس المتطرف أدى إلى نزوح 20 مليون شخص سنوياً على مدار العقد الماضي، 80% منهم يعيشون في آسيا، موطن أكثر من ثلث أفقر سكان العالم.
وفي عام 2020 أشارت تقديرات منظمة الأمم المتحدة العالمية للأرصاد الجوية إلى أنه بين عامي 1970 و2019، اشتملت 79% من الكوارث في جميع أنحاء العالم على مخاطر متعلقة بالطقس والمياه والمناخ، وتسببت تلك الكوارث في 56% من الوفيات و75% من الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث المرتبطة بالأخطار الطبيعية المُبَلَّغ عنها خلال تلك الفترة.
ورغم كل هذه التحذيرات الدولية، ومع تنامي خطر الكوارث الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري، والتي بدت واضحة اليوم في مناطق متفرقة من العالم، فلا تزال التحركات العالمية لمواجهة خطر التغيرات المناخية غير فاعلة وغير جادة، وهو ما يتطلب ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مواجهة هذه الظاهرة واتخاذ خطوات أكثر فاعلية لحماية كوكب الأرض وإنقاذ مستقبل البشرية من المخاطر المحدقة بها بسبب هذه التغيرات المناخية.


تعليقات الموقع