ضمن جلسة افتراضية حول الفرص الاستثمارية في قطاع الفضاء بالمنطقة

زخم جديد للاستثمارات في الصناعات الفضائية مع إعلان الإمارات عن مشروعها الفضائي الجديد

الإمارات

 

 

      أبوظبي – الوطن:

عقدت أمس الخميس الجلسة الحوارية الافتراضية حول فرص الاستثمار في مشاريع الفضاء وآفاق تعزيز وتطوير التقنيات المتقدمة والابتكارات المصاحبة لها، وذلك ضمن سلسلة الجلسات الحوارية التي تعقد للتعريف بمبادرات “مشاريع الخمسين” التي أطلقتها دولة الإمارات، وبالتزامن مع الإعلان عن مشروعها الفضائي الجديد لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات في المجموعة الشمسية في رحلة تقطع 3.6 مليار كيلومتر في الفضاء العميق  والتي تتطلب تطوير تقنيات متقدمة وابتكارات استثنائية وحزمة حلول خلّاقة وتصاميم إبداعية لتحقيق الهدف الطموح لهذه المهمة الرابعة من نوعها عالمياً.

وركّزت الجلسة التي انعقدت بتقنية الاتصال المرئي وشارك فيها كل من معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزير دولة للتكنولوجيا المتقدمة ورئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وسعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين، وعلي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة الياه للاتصالات الفضائية (الياه سات)، على الفرص النوعية التي توفرها دولة الإمارات للمواهب والعقول والمشاريع الناشئة وشركات القطاع الخاص المتخصصة في تقنيات وصناعات وأبحاث الفضاء، بالإضافة إلى بحث آفاق التعاون الثنائي بين الإمارات والبحرين.

أثر نوعي

واستعرضت الجلسة تفاصيل نوعية عن المهمة الفضائية الإماراتية الجديدة للوصول إلى كوكب الزُهرة واستكشاف أسراره العلمية، وتحقيق هبوط على كويكب متواجد ضمن حزام الكويكبات الذي يبعد 560 مليون كيلومتر عن الأرض.

وقدم الجلسة، التي أدارها الإعلامي محمد الكعبي، معلومات مهمة عن التقنيات والبرمجيات والابتكارات والمواهب والكفاءات المطلوبة على المدى القريب لتنفيذ المشاريع الفضائية الطموحة المتلاحقة التي تنفذها دولة الإمارات حاضراً ومستقبلاً.

قطاعات

وتطرقت الجلسة إلى انعكاسات المشاريع الفضائية الطموحة التي يشهدها قطاع الفضاء الإماراتي تباعاً على نمو الاستثمارات في قطاعات اقتصادية حيوية، مثل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وإنترنت الأشياء، وتحليل البيانات الضخمة، وتخزين المعلومات، وتطوير تقنيات الطاقة المتجددة والمستدام.

وجهة جديدة للاستثمارات في الفضاء

وقالت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزير دولة للتكنولوجيا المتقدمة رئيسة وكالة الإمارات للفضاء، إن مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل المجموعة الشمسية الذي أعلنت عنه قيادة دولة الإمارات في الخامس من أكتوبر 2021 هو محطة تاريخية في قطاع الفضاء الإماراتي ستشكل حافزاً نوعياً لجذب استثمارات محلية وإقليمية وعالمية متخصصة في التكنولوجيا المتقدمة المتصلة بصناعات الفضاء إلى دولة الإمارات، وهو داعم لترسيخ موقعها منطلقاً للمشاريع الناشئة الواعدة في تقنيات الفضاء ووجهةً للعقول والكفاءات والمواهب الواعدة والمتخصصة في برمجيات وعلوم وابتكارات الفضاء.

وأكدت معالي سارة الأميري أهمية الزخم الذي يحدثه المشروع الجديد في استدامة النمو في قطاع الصناعات والابتكارات والتقنيات الفضائية التي تفتح الباب أمام استثمارات واعدة في هذا المجال في منطقة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الأمر الذي تنعكس نتائجه إيجاباً على نمو مختلف القطاعات الاقتصادية، منوّهةً في حديثها عن المشروع الفضائي الإماراتي الجديد أن سقف التحدي دائماً يرتفع في دولة الإمارات كما عودتنا القيادة الرشيدة.

وأكدت معاليها على أهمية دور الكوادر الشابة المتخصصة في قطاع الفضاء في ترغيب الطلاب في المدارس والجامعات بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وتحفيز شغفهم العلمي والمعرفة، مؤكدة أن الدولة بكل مؤسساتها اشتغلت كفريق واحد على إنجاح تحدي مشروع الفضاء لاستكشاف المريخ الذي أوصل مسبار الأمل بنجاح إلى المريخ، وهو ما حفز أجيالاً جديدة على خوض ميادين البحوث والتطوير والتكنولوجيا المتقدمة.

وأشارت معاليها إلى أهمية تقنيات وعلوم الفضاء في تحسين جودة الحياة في مدن ومجتمعات المستقبل، في العالم والمنطقة على وجه الخصوص، بالاستفادة من النتاج العلمي والمعرفي والتقني الذي ينجزه المهندسون والعلماء والمبتكِرون في المشاريع الفضائية الطموحة التي تطلقها دولة الإمارات وتضع نتائجها العلمية والبحثية في متناول المجتمع العلمي العالمي لخدمة البشرية.

ولفتت معالي سارة الأميري إلى تعاون مراكز بحثية في مجال الفضاء في الدولة لتدريب مواهب بحرينية واعدة في القطاع، مؤكدة أن البنية التحتية والتشريعية في الدولة ممكّنة لقطاع الفضاء، وحرص الإمارات على مشاركة الخبرات مع دول صديقة وشقيقة مثل مملكة البحرين، مبيّنةً أن الشراكات الدولية في قطاع الفضاء لا بديل عنها والقطاع في الدولة قام على هذا الأساس لبناء قطاع متمكن بأسرع وقت ممكن.

ونوّهت معاليها بجهود ومبادرات مملكة البحرين في مجال تمكين الطاقات الشابة والمشاريع الناشئة في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة الحيوية لقطاع الفضاء، مشيدة بانضمام البحرين إلى المجموعة العربية للتعاون الفضائي، بما يؤكد حرص قيادتها الرشيدة على الاستثمار في الفضاء وعلوم المستقبل.

مواهب وكفاءات في قطاع الفضاء

بدوره أكد سعادة الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء في مملكة البحرين أن الرؤية الملكية السامية في مملكة البحرين تركز على الاستثمار مستقبلاً في الفضاء وعلوم المستقبل بما يعزز التنمية ويحقق استدامتها، وهي حريصة على تمكين المواهب والكفاءات والأفكار الواعدة في قطاع الفضاء، وتعزيز حضور الشباب والمرأة فيه، وتكريس مبدأ التعاون الدولي في ميدان الفضاء والتقنيات المرتبطة به من أجل خدمة البشرية، مبيناً أن الهيئة تم تشكيلها من الشباب البحريني ذو الكفاءات العلمية والتقنية، وان نسبة المرأة تتجاوز 60% من مجموع القوى العاملة في الهيئة، وهي تتولى 66% من المناصب القيادية فيها، منوهاً بقطاع الفضاء الإماراتي الذي حقق إنجازات نوعية خلال السنوات القليلة الماضية وشكل مصدر فخر للعرب قاطبة وإضافة نوعية للصناعات والاستثمارات الفضائية في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، تستفيد منها العديد من القطاعات الاقتصادية والخدمية والعلمية مستقبلاً.

ولفت سعادة الدكتور العسيري إلى أن البداية في قطاع الفضاء البحريني كانت بالتركيز على العنصر البشرية مبيناً أن جزءاً كبيراً من “فريق البحرين للفضاء” تم تأهيله في جامعات إماراتية مرموقة مثل جامعة خليفة مؤكداً أن البحرين تمتلك مخزوناً من الكفاءات العلمية المتقدمة التي تستطيع رفد قطاع الفضاء في المملكة والمنطقة بأفكار واعدة تؤسس لاستثمارات نوعية في صناعات وتقنيات وبرامج الفضاء، مبيناً أن استضافة البحرين فعالية أسبوع الفضاء العالمي مطلع شهر أكتوبر الجاري، تؤكد حرصها على الاستثمار في مستقبل هذا القطاع الحيوي وفرصه الجديدة.

تعزيز الفرص الاستثمارية

بدوره قال علي الهاشمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة الياه للاتصالات الفضائية (الياه سات): “لدى دولة الإمارات حالياً أكثر من 17 قمراً اصطناعياً مدارياً و10 أقمار أخرى قيد التطوير، وفيها أكثر من 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية تعمل داخل الدولة من شركات عالمية وناشئة، ونتطلع إلى أن تتضاعف هذه الأعداد مرات عديدة خلال السنوات القليلة المقبلة، خاصة مع الإعلان عن مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات الذي ينفذ مهام علمية غير مسبوقة على مدى خمس سنوات من عام 2028 وحتى 2033.”

وأضاف الهاشمي: “هناك فرص واعدة للتعاون في مجال تكنولوجيا الفضاء والأقمار الاصطناعية بين دول مجلس التعاون الخليجي، بالتزامن مع المشاريع التنموية والرؤى الاستراتيجية الطموحة التي تنفذها وتنعكس إيجاباً على مشهد الاستثمارات ونمو الشراكات مع القطاع الخاص في مسارات جديدة، بما فيها قطاعات الفضاء والتكنولوجيا المتقدمة وإنترنت الأشياء الذي يفتح مجالاً كبيراً للمستثمرين فيه مستقبلاً، إلى جانب تطوير البنى التحتية المتقدمة للابتكار في مجال الاتصالات”.

استثمارات في قطاع الفضاء

وتطرقت الجلسة إلى الفرص الاستثمارية الواعدة في قطاع الفضاء الإماراتي خاصة مع تجاوز الإنفاق في قطاع الفضاء الإماراتي 22 مليار درهم خلال السنوات القليلة الماضية، وهي تضم أكثر من 20 شركة ناشئة محلية في قطاع الفضاء، إلى جانب الشركات المحلية والدولية التي تعمل على أرضها في التخصصات المرتبطة بقطاع الفضاء وصناعاته.

مشاريع الخمسين

يذكر أن الجلسات الافتراضية التي ينظمها المكتب الإعلامي لحكومة دولة الإمارات بمشاركة مسؤولين وخبراء من المنطقة تسلط الضوء على أبرز الفرص الجديدة التي حفزتها “مشاريع الخمسين” التي تشكل دورة جديدة من المشاريع الاستراتيجية في دولة الإمارات للخمسين عاماً المقبلة، والتي تهدف إلى التأسيس لمرحلة جديدة من النمو الداخلي والخارجي للدولة، وفي مختلف القطاعات الاقتصادية.


تعليقات الموقع