العرب يضعون العالم أمام مسؤولياته
تشكل الإدانة العربية خلال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارئ بناء على طلب الإمارات، للهجمات الشنيعة التي شنتها مليشيات الحوثي الإرهابية على مواقع ومنشآت مدنية في دولة الإمارات، تأكيداً لأصالة الموقف العربي في الانتصار للحق الإماراتي واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأمن والاستقرار، ودعوة صريحة للمجتمع الدولي برمته لانتهاج مواقف حاسمة رداً على الأشرار والعابثين بأمن وسلامة المنطقة الأهم عالمياً، إذ عبرت الدول العربية عن رؤية قوية وراسخة وشديدة الوضوح في التعامل العالمي المطلوب مع كل من يسير بركب العمالة والإرهاب، وأهمية أن تقوم الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالمسؤولية اللازمة، وهو يجسد الحرص العربي على الإمارات وتأكيداً لمكانتها العظيمة في مواجهة الغارقين في عار القتل والتخريب، كما أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة، أهمية الموقف العربي بالقول: “إجماع عربي وبدون تحفظ أي دولة على مشروع القرار الإماراتي في الجامعة العربية والذي يطالب بتصنيف الحوثي تنظيماً إرهابياً، هذا هو الموقف العربي الأصيل الذي يقف ضد العدوان على الإمارات ويعري أصوات النشاز المدفوعة بأجندات خارجية، القرار يمثل إنجازاً إيجابياً للدبلوماسية الإماراتية”.
الإرهاب فعل شنيع، وكل من يتورط به آثم وجبان ومجرم وفق جميع القوانين والأعراف السماوية والدولية والإنسانية، والتعامل مع آفة على هذه الدرجة من الخطورة بكل ما تشكله من تحدٍ للبشرية يستوجب أفعالاً حاسمة، إذ أن الإدانة العالمية لكل اعتداء إرهابي واجبة، لكن ذلك يحتم في الوقت ذاته فاعلية في مواجهة دعاة القتل والتدمير، كما أن أي تهاون من المجتمع الدولي يمثل فرصة لمليشيات الحوثي الإرهابية لتواصل ما تنتهجه من إجرام ووحشية كما أكد معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة خلال كلمة دولة الإمارات في الاجتماع الطارئ لمجلس جامعة الدول العربية.
بيّن التاريخ الأسود والشائن لجماعة الحوثي الإرهابية أنها ضد الأمن والاستقرار والإنسان وتعمل على عرقلة انتهاء أزمة اليمن، وبالتالي على العالم أن يبني على الموقف العربي دون تمهل أو تأخير وإدراج مليشيات الحوثي على قوائم الإرهاب والتعامل معها كما يتم التعامل مع كل تنظيم أو جماعة إرهابية أخرى، ولا شك أن إدانة مجلس الأمن الدولي بالإجماع للتعديات السافرة خير دليل على ذلك.
إدراج العالم لجماعة الحوثي الإرهابية على لوائح الإرهاب سيكون انتصاراً للإنسانية وقيمها، ووقوفاً مع قوى الخير ضد الشر، ومع من ينصرون الحق في مواجهة الباطل، وأن البشرية لن تستكين أو تتهاون مع كل مس بالحياة أو تهديد للأمن والاستقرار.
الإمارات دائماً وأبداً مع العالم أجمع ومع تطلعات البشرية، وتتميز بالقرارات الشجاعة والسيادية والوضوح، وقدمت مسيرة من أروع ما أنتجه الإنسان في تاريخه، وهي ماضية بثقة تنشر الأمل مبشرة بالأفضل دائماً، والعالم اليوم أمام مسؤولياته التامة في أن يكون على قدر التحدي من خلال تبني موقف الدولة واتخاذ كل ما يضمن القضاء على الأجندات الخبيثة وحملتها.
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.