أنشطة الملتقى وحلقاته النقاشية ركزت على قيم التطوع

وزارة التسامح والتعايش تنظم ملتقى “زايد نبع الخير للإنسانية”

الإمارات الرئيسية السلايدر

 

 

 

قال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش إن شعار “زايد نبع الخير للإنسانية” هو تعبير صادق عما نشعر به من فخر ومباهاة بما نعرفه عن عطاء وإنجازات مؤسس الدولة العظيم، الذي عرفناه والداً عزيزاً وقائداً مخلصاً لوطنه ولشعبه ولأمته وعرفناه حكيماً للعرب، جمع الله فيه كل السمات الإنسانية الرفيعة، كما عرفنا الوالد الشيخ زايد بأدواره العظيمة والمتفردة، في مجالات العمل الإنساني والخيري، ورأيناه يمد أياديه الكريمة لمساعدة المحتاجين في كل مكان، في حرص كبير على حب الناس وتحقيق الخير لهم، في كافة الظروف والمناسبات، فقد كان “رحمه الله” الزعيم والمثل الإنساني النبيل والقدوة الوطنية الشامخة، فزرع فينا الحب والوئام، ودعانا جميعا إلى أن نمضي قدما إلى كافة معطيات العصر دون خوف على الهوية، أو انقطاع عن الأصالة، بل وبالتزام قوي بالقيم الرفيعة، والتقاليد الراسخة لشعب الإمارات، وإن زايد الخير سوف يظل دائماً في العين والفؤاد مناط عزة وإلهام، ونبع خيرٍ لا ينضب للإنسانية جمعاء.

جاء ذلك خلال كلمة معاليه في افتتاح ملتقى “زايد نبع الخير للإنسانية” الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش بحضور معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، وعدد من قيادات العمل الاجتماعي والإنساني والأكاديمي بالإمارات والعالم العربي، حيث سلط الملتقى الضوء على إنجازات الدولة في مسيرة التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية من خلال التزامها الدائم بنهج الوالد المؤسس المغفور الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” والذي جعل من الإمارات العربية المتحدة منارة عالمية للتسامح ونموذجاً فريداً للتعايش والعطاء.
كما ركزت أنشطة الملتقى وحلقاته النقاشية على قيم التطوع التي تعد تجسيداً حياً للعمل الإنساني في أبهى صوره، واستعرض الملتقى أهم التجارب للعمل التطوعي في “إكسبو2020″، كما تم استعراض تجارب جهات إماراتية في مجال العمل الإنساني “على نهج زايد” في مختلف بقاع الدنيا، وشارك بالملتقى هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وصندوق الوطن، وقادة فرق التطوع في إكسبو، وجامعة نيويورك أبوظبي، ومؤسسات التنمية الأسرية، ودوائر تنمية المجتمع في الدولة.

وضم الملتقى كلمة افتتاحية لمعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وكلمة لسعادة الدكتور محمد مطر الكعبي رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، وعدة حلقات نقاشية تناولت موضوعات التطوع، وأثر العمل الإنساني التي تقوم به الإمارات على مدى نصف قرن من الزمان محليا وعالميا، وأهمية تعزيز القيم الإنسانية الراقية التي غرسها الشيخ زايد في كافة أبنائه.
وشارك بالجلسات سعادة سالم الريس العامري نائب الأمين العام لقطاع الشأن المحلي بالهلال الأحمر الإماراتي، والدكتور وليد آل علي مستشار مؤسسة مبادرة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، ودكتور آرلي بيترس عميد جامعة نيويورك أبوظبي، وسعادة هند باقر المدير العام لصندوق الوطن، وعبير جاسم الحوسني مدير إدارة برنامج المتطوعين “إكسبو 2020 دبي”، وسعيد حمد الشقصي مدير أول استقطاب المتطوعين، وسعادة عفراء الصابري المدير العام بوزارة التسامح والتعايش .

وقال معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان في مستهل كلمته: “أحييكم وأرحب بكم في هذا الاحتفال السنوي المتجدد، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش كل عام، احتفاءً بالذكرى العطرة لمؤسس الدولة العظيم، المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه”، وأرحب بممثلي الهيئات والمؤسسات التي تشارك معنا في رعاية هذا اللقاء وهي هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، ومؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وصندوق الوطن، وقادة فرق التطوع في إكسبو 2020 دبي، وجامعة نيويورك أبوظبي، بالإضافة إلى مؤسسات التنمية الأسرية، ودوائر تنمية المجتمع في الدولة، كما أحيي التركيز في احتفال هذا العام على العمل التطوعي، باعتباره تجسيداً قوياً للمبادئ والقيم الأصيلة، التي أرساها في ربوع هذه الدولة القائد والزعيم المغفور له الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله”.

وعبر معاليه عن تقديره العميق، للمتطوعين والمتطوعات في معرض “إكسبو 2020 دبي” الذين قدموا لنا نموذجاً ناجحاً في الجهد الهادف والعطاء المرموق الذي جعل من الإمارات نموذجاً يحتذى به في هذا المجال الإنساني المهم، والذي يعتبر جزءاً أصيلاً من الإرث الخالد للمغفور له الشيخ زايد.

وأضاف معاليه: “علينا أن نعمل وبكل عزمٍ وتصميم، على تحقيق آمال وتوقعات المغفور له الوالد الشيخ زايد لمستقبل هذا العالم، بما يتضمنه ذلك من تأكيد معاني العمل الإنساني على أرض الواقع، في إطار من الحرص الكامل على احترام الآخرين، وتحقيق التعاون والعمل المشترك بين الجميع، والسعي الجاد إلى تعميق أواصر الأخوة الإنسانية في العالم، وأقول للمتطوعين والمتطوعات الذين يحضرون معنا هذا اللقاء إن عملكم في خدمة الإنسان هو انعكاس قوي لوعيكم بهذه المسؤولية، بل هو كذلك استجابة مبدعة لما يدعو إليه في كل مناسبة قادة الدولة الكرام، ممثلين في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، وبدعم قوي من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإن قادة الدولة الكرام يؤكدون لنا دائما أن العطاء المجتمعي والإنساني هو أمر أساسي ومهم في مسيرة المجتمع، تتوارثه الأجيال بعزم وتصميم في هذه الدولة العزيزة، وهو الطريق إلى مجتمع ثابت الأركان تتحقق فيه المشاركة المثمرة للجميع ويقوم أبناؤه بالتفاعل النشط مع إخوتهم في الإنسانية في كل مكان”.

ووجه معاليه حديثه للمتطوعين قائلاً: “إنني أدعوكم جميعاً اليوم في هذه الذكرى العطرة لمؤسس الدولة العظيم، إلى الاستمرار في المبادرة إلى العمل التطوعي وتبني أهدافه وخدمة مجالاته، سواء في التعليم والتوعية، أو الصحة ومكافحة الأوبئة أو الاجتماع ومحاربة الفقر والجوع أو الاقتصاد والبيئة، أو في مجالات الفنون والآداب أو برامج الطفولة والشباب، أو في مجالات الرياضة والتراث، أو في نجدة ضحايا الحروب والعمل النافع مع الآخرين، وهذه كلها مجالات حيوية وهامة تظل دائماً بحاجة ماسة، إلى إسهامات جميع أفراد المجتمع”.

وأضاف معاليه: “إنني أدعوكم جميعاً إلى أن تكونوا نماذج في الانفتاح الكامل على إخوانكم وزملائكم في الوطن والعالم، وإن وزارة التسامح والتعايش تقوم الآن بالتعاون مع صندوق الوطن، وانطلاقاً من نجاح برنامج التطوع في إكسبو 2020 دبي بالإعداد لمشروع متكامل للعمل التطوعي، نسعى من خلاله إلى البناء على ما يتحقق في مجتمع الإمارات من إنجازات مهمة في هذا المجال، وسوف نقوم في هذا المشروع بتوجيه الاهتمام إلى معاني التكامل والتراحم والاخاء والتعاون، فضلاً عن العمل والتنسيق مع مؤسسات المجتمع، من أجل التعريف بمجالات التطوع، وبجهود المتطوعين والمتطوعات، وكذلك السعي إلى استقطاب الأجيال الصاعدة، وتكوين قيادات مستقبلية للعمل التطوعي في الإمارات والعالم”.

واختتم معاليه كلمته بالدعوة إلى الاعتزاز بحرص دولتنا العزيزة على الإسهام الإيجابي في خدمة الإنسان في كل مكان، فالإمارات سباقة دائماً إلى تقديم العون والمساعدة للجميع، وبما يمثل أعلى نسبة من دخلها القومي، بين دول العالم كله، وهذا إنما يؤكد على أن النبع الفياض للمغفور له الوالد الشيخ زايد كان ولا يزال مصدر خير عميم للإنسانية كلها، معبرا عن آماله الصادقة بأن يستلهم الجميع من ذكرى القائد المؤسس، القدرة والعزيمة على العمل المخلص من أجل تأكيد إسهامات الإمارات في نشر السلام والمحبة والتكافل والتضامن في كافة ربوع العالم.

من جهته قال سعادة الدكتور محمد مطر الكعبي: “إن الملتقى ينطلق في ليلة رمضانية تسامحية وفاء للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” باعتباره الرمز والقيمة الوطنية والعالمية التي يجب على الأجيال الحالية أن تتعرف على أفعاله وأقواله ودوره العالمي في إعلاء قيمة الإنسانية والعطاء، وباعتباره علامة مضيئة في تاريخ دولتنا والمنطقة والعالم، كي تترسخ في النفوس قيم ونهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وسيرته الثرية بقيم البذل والعطاء والتسامح وحب الخير للآخرين دون تمييز بين اللون والجنس والعقيدة”.

وأضاف سعادته أن العطاء طبقاً لنهج الشيخ زايد يستهدف الجميع دون استثناءات، فقد كان يؤكد “رحمه الله” مستلهماً قيم تراثنا الإسلامي، أن المال مال الله والرزق رزق الله وخير الناس وأحبهم إلى الله أنفعهم للناس، وتأصلت قيم زايد في العطاء الإنساني لدى أبنائه من قيادات الإمارات الرشيدة وشعبها الكريم، فأصبح التطوع عندهم عادة وفرضاً وفطرة إنسانية يباهون بها العالم، ولذا فإن إرث زايد سيظل خالداً فينا جميعاً.

من جانبها قالت مارييت ويسترمان، نائب رئيس جامعة نيويورك أبوظبي: “تسعدنا المشاركة في “ملتقى زايد نبع الخير للإنسانية” والذي يتزامن مع عدد من الأحداث التي تحييها الجامعة لإلقاء الضوء على رؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وتحديداً فيما يتعلق بدور الإمارات في مجال الأعمال الخيرية، وخلال هذا الأسبوع، زار وفد من الجامعة مركز زايد للدراسات والأبحاث في ذكرى هذا اليوم، مما وفر لأعضاء الوفد فرصة للتعرف على بعض من إنجازات الوالد المؤسس لاتحاد دولة الإمارات وسيرته الطيبة، كما أطلقنا مبادرة العطاء الاستراتيجي التي تصبو إلى تنمية قطاع العطاء الخيري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتنميته، وإن الجامعة تعمل على توسعة المعارف الإنسانية على أعلى المستويات، مما يمكننا من التأثير على المجتمعات حول العالم بشكل ملموس. وبدعم دولة الإمارات العربية المتحدة، ما زالت جامعة نيويورك أبوظبي تكرّس جهودها بهدف جعل العالم مكاناً أفضل”.

بدوره ركز سعادة سالم الريس العامري على دور الهلال الأحمر الإماراتي محلياً وعالمياً في العطاء والدعم المساندة للجميع بلا استثناء ولا تفرقة، وهو دور يشهد له العالم أجمع لاستدامته وتنوعه واتساع مجالات عطاءاته لتشمل كافة قارات العالم، إضافة إلى دوره في بعث قيم التطوع على نهج زايد، مؤكداً أن برنامج التطوع لدى الهلال الأحمر يضم 42 ألف متطوع يغطون 142 مجالاً مختلفاً.

أما محمد الحوسني مدير برامج مؤسسة الإمارات فأوضح أن التطوع هو إرث زايد فينا جميعا، وأن مؤسسة الإمارات من 2005 وهي تمارس دورها في تشجيع العمل التطوعي التخصصي، وتعتز كثيراً بدور المتطوعين في مواجهة جائحة كورونا، وغيرها من مجالات العمل المجتمعي، مؤكداً وجود نحو 20 ألف متطوع في قوائم المؤسسة في مختلف المجالات.

من جهتها أكدت سعادة هند باقر المدير العام لصندوق الوطن أن دور الصندوق يمتد إلى المستقبل عبر دعم الإبداع والابتكار لدى الشباب والطلبة، إضافة إلى الأدوار الأخرى المهمة، مشيرة إلى التعاون مع وزارة التسامح والتعايش فيما يتعلق بمشروع البرامج التطوعية التي يتم العمل عليها حالياً للاستفادة من خبرات متطوعي “إكسبو 2020 دبي” في إثراء العمل المجتمعي والتطوعي داخل المجتمع الإماراتي. وام

 


تعليقات الموقع