مفاوضات مصيرية لإنقاذ الكوكب

الإفتتاحية

مفاوضات مصيرية لإنقاذ الكوكب

بفضل جهود دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله ورعاه”، فإن العالم الذي يترقب بكل اهتمام نتائج المفاوضات النهائية لمؤتمر الأطراف “كوب28” الذي يختتم فعالياته اليوم بهدف الخروج باتفاق ملزم يقرِّب الجميع من تحقيق المستهدفات لحماية الكوكب والوصول إلى المستقبل المستدام.. يدرك كذلك أهمية جهود الدولة ومساعيها لإنجاز توافق يواكب الآمال والطموحات، إذ تشكل الساعات القادمة اختباراً لمدى المسؤولية التاريخية التي تقع على عاتق المجتمع الدولي وخاصة أن حاضر ومستقبل 8 مليارات إنسان قد يكون رهناً بالمخرجات التي ينتظرها الجميع اليوم، بالإضافة إلى حرص الإمارات على مواصلة مسيرتها ودورها الشديد التأثير لتنسيق وتكامل المواقف واحتضان العقول ودعم العمل الجماعي كما أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بمناسبة الإعلان عن رؤية جديدة لمدينة “إكسبو دبي” بقول سموه: “مع اجتماع العالم بقادته ومؤسساته من جديد في مدينة إكسبو دبي في مؤتمر الأطراف “COP 28″ والذي يسعى لتحقيق نتائج ستكون حاسمة للبشرية، نعلن رؤية جديدة لهذه المدينة أساسها الاستدامة.. ومقراً للشركات .. ومنصة للشراكات البناءة.. ومركزاً لإطلاق المبادرات المعنية بالحفاظ على كوكبنا واستدامته، فهي منطقة حرة تعمل بالكامل بالطاقة النظيفة المتجددة، ووجهة لرواد هذا القطاع من كبرى المؤسسات الدولية وشركاته الناشئة، بالإضافة للجامعات والمنظمات والمتخصصين في القطاع الإبداعي المعنيين بالاستدامة”.
الإمارات حققت نجاحاً مبهراً في تنظيم حدث استثنائي بإنجازاته ومبادراته وتوافقاته التي تعكس فاعلية دورها في العمل والدفع نحو تحقيق أعلى طموح مناخي وذلك بفعل عزيمة أهل هذه الأرض المباركة لتخطي الظرف العالمي الدقيق والخطير عبر الدعم والرؤى والمشاريع والمبادرات ورص الصفوف، فضلاً عما يمثله المحفل الرائد من فرصة لوفود عشرات الدول المشاركة على أعلى المستويات من رؤساء وقادة ومسؤولين وصناع قرار وخبراء للبحث والتعاون والخروج بالتزامات تجاه الكثير من القطاعات الحيوية التي تتعلق بشكل مباشر في حياة المجتمعات وشهدت تفاعلاً إيجابياً من عشرات الدول بتعهدات غير مسبوقة على مستوى التاريخ البشري من حيث حجم التمويل لتعزيز التنمية وإنجاز التحولات في قطاعات أساسية في موازاة استمرار العمل لتحقيق توافق يمكن من خلاله تفادي تجاوز ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
لتكون النتائج على قدر الطموحات فإن المفاوضات النهائية التي يُسدل الستار عليها اليوم توجب توافق جميع الأطراف المشاركة فيها للخروج بقرارات تاريخية للحد من تداعيات تغير المناخ ولتكون بمثابة صمام أمان لحماية الأرض وتدشين حقبة جديدة ترتقي لمستوى التحدي الذي بينته الإمارات وتعمل عليه رئاسة “كوب28” انطلاقاً من عِظم مسؤوليتها لما فيه صالح ومستقبل البشرية.


تعليقات الموقع