تتعدد مصادر الطاقة في كل دولة بين الوقود الأحفوري والطاقة المتجددة، لتعادِل الدول المزيج الطاقي، في سياق التحول التدريجي والعادل إلى مصادر نظيفة تحد من الانبعاثات الكربونية، وتساعد في استدامة بقاء الكوكب صالحًا للعيش. وفي مسار رحلة الانتقال الطاقي، يمكن لعملية تحويل النفايات إلى طاقة (WtE) أن تساعد البيئة من التخلص من ملايين الأطنان من النفايات، وإعادة تدوير المعادن، ودخول مخرجاتها من الكهرباء وغيرها في المزيج الطاقي.
وتسهم عملية تحويل النفايات في تقليل أثر دفن النفايات على البيئة، وإنتاج انبعاثات أقل من الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وبالرغم من أن تقنيات المعالجة للنفايات تعتمد على استخدام الحرارة، أي حرق النفايات الصلبة، إلى جانب التحلل الكيميائي كالتخمر أو التحلل الهوائي، لتوليد الكهرباء، فإن حوكمة عمليات الحرق تؤدي إلى انبعاثات كربونية أقل عند المقارنة مع الأنظمة التقليدية لإدارة النفايات، كالمدافن وحرق النفايات المكشوف، وإن كانت أفضل طرق تقليل النفايات إنتاج كميات أقل منها.
وقد صارت عملية تحويل المخلفات إلى كهرباء توجهًا عالميًّا؛ ولاسيما أنه يجمع بين الاحتياجات للطاقة النظيفة والتخلص الأمثل من المخلفات، مثل نفايات الطعام والنفايات الزراعية والسكنية والتجارية؛ وخاصة أن البنك الدولي يتوقع وصول كمية النفايات البلدية الصلبة إلى 2.2 مليار طن سنويًّا عام 2025، ومع التوقعات بالزيادة كل عام عن سابقه، فإننا أمام طريق يعالج المشكلة ويعطي قيمة مضافة.
وتخضع محطات تحويل النفايات إلى طاقة لمعايير تتعلق بانبعاث الملوثات، مع استرداد الموارد كالمعادن، وإعادة تدويرها، وهي خطوة أفضل للبيئة، وأكفأ في استخدام الطاقة؛ ولكن نظرًا إلى حجم تكلفة المحطات، لا نزال بحاجة إلى أنظمة لإدارة النفايات على نطاق واسع وبشكل تجاري يمكن للدول النامية التكيف معها، لتستطيع معالجة الأطنان الضخمة من النفايات المنتشرة في البيئة.
وربما ترتبط محطات تحويل النفايات بالمناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة مع محدودية الأراضي المخصصة للقمامة، مثل اليابان والدنمارك والسويد وألمانيا وفرنسا والصين، وفي الشرق الأوسط، هناك محطات في الإمارات والسعودية ومصر والأردن، وإن عُدّ معظمها في إطار التجريب أو المراحل الأولى.
في دبي، أكبر منشأة لتحويل النفايات إلى طاقة في العالم، حيث إن 45% من إجمالي نفايات دبي تأتي إلى محطة “ورسان”، لإنتاج الكهرباء وتزويد ما يقرب من 135 ألف منزل بالطاقة، بنحو 200 ميجاوات من الكهرباء يوميًّا.
وفي الشارقة، تسهم المحطة في معالجة ما يصل إلى 300 ألف طن سنويًّا من النفايات الصلبة، وتبلغ القدرة الإنتاجية لمحطة الشارقة نحو 30 ميغاواط من الكهرباء، لتزويد نحو 28 ألف منزل بالكهرباء، أما في مصر، فتوجد محطة أبو رواش، لمعالجة 1200 طن يوميًّا من المخلفات الصلبة وتحويلها إلى 30 ميغاواط في الساعة.
وتبقى هناك تحديات تتعلق بالتطور التقني في معالجة النفايات الصلبة، فالتكلفة العالية للتقنيات تمثّل عوائق تحد من الانتشار في البلدان الأقل دخلًا، برغم وجود أطنان المخلفات. إن تحويل النفايات إلى مصدر بديل للطاقة، مع تخصيص تمويل بيئي ومناخي من المؤسسات والبنوك الدولية، لهذا الغرض، بما يحافظ على جمال المدن وصحة المواطنين وتوليد الكهرباء والحفاظ على البيئة، أمر يتماشى مع السياسات البيئية المستدامة.
كما يحقق استخدام المخلفات لإنتاج الكهرباء موارد قد ترفع من كفاءة المدن واستدامتها، وتجنبها تراكمات من المخلفات ذات التأثير السلبي في الصحة العامة للمواطن، مع تنويع مصادر إنتاجها؛ خاصة مع إمكانية الاستفادة منها في توليد الطاقة بدلًا من الاكتفاء بالتخلص منها دون فائدة، سواء بتصديرها أو دفنها، ولذا، فإن هناك توجهًا إلى رفع الكمية من نحو 20 غيغاواط من سعة الكهرباء إلى 142 غيغاواط بحلول 2050، لمواجهة حجم النفايات المتزايد، ولن يتأتى ذلك إلا بالاستثمار في هذا المجال، لكونه يعزز الاقتصاد والبيئة في آن واحد.
الوطن
- الإمارات مشاركة كبيرة في الفعاليات الرياضية والمجتمعية بقرية ليوا
- الإمارات الإمارات تعزز دورها في دعم الاستدامة والمرونة المناخية العالمية خلال الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة
- الإقتصادية بلدية دبي تستعرض نتائج خطة الـ100 يوم من إطلاق مختبر التخطيط والتصميم العمراني
- دولي قتلى وجرحى جراء إطلاق النار على شاطئ بونداي في سيدني
- الرئيسية “بايك أبوظبي جران فوندو” يدعم رؤية أبوظبي لتكون واحدة من أهم مدن العالم الصديقة للدراجات
- الإمارات قمة “بريدج” ترسّخ مكانة الإمارات مركزًا عالميًا لصناعة الإعلام وتحقق أثرًا اقتصاديًا مباشرًا
- الإمارات الإمارات تُدين حادثة إطلاق النار الإرهابية في تجمع بمدينة سيدني بأستراليا
- الإمارات رئيس الدولة: العلاقات الإماراتية ـ القبرصية تشهد تطوراً مستمراً
- الرئيسية “الإمارات للشهب والنيازك” توثق نشاطًا لافتًا لزخة التوأميات
- دولي كوريا الجنوبية تتجه نحو تطبيق إطار تنظيمي للذكاء الاصطناعي
- الإمارات غرفة دبي للاقتصاد الرقمي شريك إستراتيجي للنسخة الرابعة من قمة المليار متابع
- الإمارات محمد بن راشد يبارك للدكتورة سعاد العامري فوزها بجائزة “نوابغ العرب 2025” عن “العمارة والتصميم”
- دولي بدء التشغيل الكامل لمشروع التطوير الثانوي لأول حقل نفطي للصين في المياه العميقة
- الإمارات تعاون بين “الربط الكهربائي الخليجي” و”طاقة مستدامة” لتعزيز البحث العلمي
Leave a Reply
You must be logged in to post a comment.