في أوّل لقاء مباشر بين الرئيسيْن

جنيف تستعد لاستضافة قمة بايدن وبوتين الأربعاء

الرئيسية دولي

 

 

تستضيف جنيف أوّل لقاء مباشر بين الرئيسيْن جو بايدن وفلاديمير بوتين يوم الأربعاء 16 يونيو الجاري. وتجري الاستعدادات لذلك على قدم وساق.
في هذه المناسبة، تستثمر سويسرا، البلد المضيف، سياستها الخاصة بالمساعي الحميدة، وتتخذ جميع التدابير اللازمة حتى تتم هذه المحادثات في ظروف آمنة وفي أجواء تتسم بالكتمان قدر الإمكان.
ستكون العديد من الموضوعات، التي تسببت في زيادة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا مطروحة على مائدة المفاوضات في جنيف. كما أوضح مارك فينو، الخبير في الأمن العالمي. ويعتقد رئيس البعثة السويسرية لدى المقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف السفير يورغ لاوبر أنه من المهم للغاية أن يلتقي الرئيسان وجها لوجه وأن تجري القوتان العظميان حوارا بناءً لمواجهة التحديات المطروحة على الساحة الدولية.
هذه الاستعدادات ليست الأولى من نوعها التي عرفتها جنيف. فخلال الحرب الباردة، التقى الرئيس الأمريكي رونالد ريغان والأمين العام للحزب الشيوعي زمن الاتحاد السوفييتي ميخائيل غورباتشوف أيضا في جنيف سنة 1985. وفي ذلك الوقت، توصلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي إلى اتفاق حول سياسة عامة للحد من الأسلحة النووية الإستراتيجية.
كما يستعد الرئيس السويسري غي بارمولان ووزير الخارجية إينياتسيو كاسيس للمحادثات التي من المتوقع أن يجرياها مع رئيس الولايات المتحدة عشية القمة ومع الرئيس الروسي لاحقا.
في الأثناء، تعمل الحماية المدنية والجيش على تعزيز الأمن وهناك الكثير من العمل جار في جنيف. وقد تقرر بعدُ إغلاق محيط فيلا فخمة يعود تاريخ بنائها إلى القرن الثامن عشر تقع في “منتزه لا غرانج”، على بعد أمتار قليلة من شواطئ بحيرة جنيف على تلة صغيرة مقابلة لقصر الأمم المتحدة، من 8 إلى 18 يونيو.
وبهذه المناسبة، يفرض كانتون جنيف قيودا مختلفة بما في ذلك على حركة التنقل، ويتم تشجيع الشركات على اعتماد أسلوب العمل عن بعد خلال القمة.
ومن جهة أخرى، يتناول قادة القوى العظمى في مجموعة السبع حال الطوارئ المناخية في اليوم الثالث والأخير من قمّتهم في انكلترا، بعدما أبدوا وحدتهم في مواجهة التحديات التي تمثلها الصين وروسيا وتصميمهم على إعادة العالم إلى مساره الطبيعي بعد أزمة كوفيد.
وانتهى يوم السبت الذي شهد جلسات عمل مكثّفة ولقاءات جانبية بعيداً عن الأضواء، بوقت استرخاء خُلّد بصورة جماعية وتناول خلاله الحاضرون الحلوى ومشروبات ساخنة على الرمل في منتجع كاربيس باي في منطقة كورنوال.
ترافق ذلك مع تأدية أناشيد بحرية وتحليق استعراضي لطائرات سلاح الجوّ الملكي. قبل اللحظات الودية هذه، أُعلنت مبادرات مشتركة في مواجهة التحديات العالمية الكبيرة من الوباء إلى الدبلوماسية مروراً بروسيا والصين، وذلك خلال أول قمة حضورية في قرابة عامين.
لكن صورة التوافق هذه تلطّخت بخلافات خرجت إلى العلن، بين الأوروبيين والبريطانيين حول بريكست وملف إيرلندا الشمالية الشائك.
أحد أبرز أهداف الرئيس الأميركي جو بايدن في أول رحلة له إلى الخارج التي تمثل عودة الولايات المتحدة إلى الساحة الدولية بعد انعزالها في عهد دونالد ترامب، هو رصّ صفوف حلفائه البريطانيين والفرنسيين والألمان والإيطاليين واليابانيين والكنديين في مواجهة موسكو وبكين.
وتركز القمة على المناخ وهو تحدّ كبير بالنسبة للمملكة المتحدة التي تستضيف في نوفمبر قمة الأمم المتحدة الكبيرة حول المناخ “كوب 26”.
وينوي قادة مجموعة السبع وقف تدهور التنوع البيولوجي بحلول العام 2030، عبر حماية 30% على الأقل من الأراضي والبحار، فيما ستُطلق لندن صندوقاً بقيمة 500 مليون جنيه استرليني “أكثر من 582 مليون يورو” لحماية المحيطات والنظم البيئية البحرية في دول مثل غانا واندونيسيا.
صرّح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن “حماية كوكبنا هو الأمر الأهمّ الذي يمكن أن نفعله كقادة من أجل شعوبنا. هناك علاقة مباشرة بين تخفيض الانبعاثات، ترميم البيئة، خلق الوظائف وضمان نمو اقتصادي على المدى الطويل”.
وسيكرّر القادة أيضاً التزامهم تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى النصف بحلول عام 2030 ووقف اعتباراً من هذا العام المساعدات الحكومية لمحطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم.
والهدف هو الحدّ من ارتفاع حرارة الأرض إلى ما دون 1,5 درجة مئوية مقارنة بالمستوى المسجل قبل الثورة الصناعية، وهو عتبة يعتبر العلماء أن بتخطيها سيصبح التغيّر المناخي خارج عن السيطرة.
وحذّر عالم الطبيعة المخضرم ديفيد أتنبوره “95 عاماً” من أن “القرارات التي نتخذها خلال هذا العقد هي من بين الأكثر أهميةً في التاريخ البشري”.
ويرى الناشطون البيئيون أن هذه الإعلانات ضعيفة فهم يريدون أن تكون هناك أفعال أكثر وكلام أقل، كما ذكّروا بشكل صاخب أثناء تظاهرات في كورنوال.
ستتطرق مجموعة السبع أيضاً إلى الشقّ البيئي من خطة عالمية واسعة النطاق للبنى التحتية طُرحت السبت من أجل الدول الفقيرة في إفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، للتشجيع على نمو أخضر عبر تحفيز الاستثمارات في الطاقات المتجددة والتكنولوجيا النظيفة، بحسب رئاسة الوزراء البريطانية.
وأُطلق هذا المشروع بناء على مبادرة قام بها بايدن الذي تمثل الصين بالنسبة إليه أولوية. ويُفترض أن ينافس المشروع “طرق الحرير الجديدة”، وهو استثمار ضخم قامت به بكين لزيادة نفوذها في الخارج.
وسُمّي المشروع “إعادة بناء العالم بشكل أفضل” ومن شأنه أن يساعد الدول المعنية فيه على التعافي من أزمة وباء كوفيد-19 عبر التركيز على المناخ والصحة والقطاع الرقمي ومكافحة التفاوتات.
على صعيد الوباء، تبنت مجموعة السبع خطة لمنع تفشي الأوبئة في المستقبل، بعدما وعدت بتقديم مليار جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى الدول الفقيرة حيث حملات التلقيح لا تزال بطيئة.
بعد البيان الختامي والمؤتمرات الصحافية التقليدية، سيحتسي بايدن الشاي مع الملكة إليزابيث الثانية في قصر ويندسور. وسيجتمع بعدها مع حلفائه الأساسيين خلال قمة لحلف شمال الأطلسي في بروكسل، قبل لقاء مرتقب جداً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء في جنيف.ا.ف.ب

 


تعليقات الموقع