يكشف تداعيات الحضور الروسي المتنامي في منطقة الشرق الأوسط

“تريندز” يُصدر العدد الخامس من سلسلة “اتجاهات استراتيجية”

الإمارات

 

أبوظبي – الوطن:

أصدر “تريندز للبحوث والاستشارات” العدد الخامس من سلسلة “اتجاهات استراتيجية”، تحت عنوان: “روسيا والشرق الأوسط: دور مؤثر ومصالح متنامية”، والتي تستشرف تداعيات حضور روسيا المتنامي في منطقة الشرق الأوسط؛ وأهدافها وحدود طموحها، وانعكاسات دورها على توازنات القوى في المنطقة.
وترى الدراسة أن نطاق الدور الروسي سيتسع مستقبلاً، بالنظر إلى مصالح روسيا الحيوية المتنامية في الشرق الأوسط على الصعيدين الاستراتيجي والاقتصادي، والثقة والقبول اللذان أصبحت تتمتع بهما؛ باعتبارها شريكاً لكثير من دول المنطقة. كما تؤكد أن التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة التي تعتصر المنطقة والعالم على مدى عقد مضى، فرضت واقعاً جديداً على روسيا وغيرها من القوى الكبرى، حيث أربكت التطورات المتلاحقة السياسة الروسية، ودفعتها لاتخاذ قرارات صعبة لضمان أمنها القومي وحماية مصالحها في المنطقة.
وتشير الدراسة إلى أن روسيا حاولت إعادة رسم استراتيجيتها في المنطقة، مدفوعة بمجموعة من العوامل الاستراتيجية والأمنية والاقتصادية، حيث تسارعت التطورات في السياسة الروسية لتشكل خريطة جديدة من التحالفات في الشرق الأوسط، ليولد “شرق أوسط جديد”، بحضور روسي سياسي وعسكري قوي ومتصاعد.
وترصد الدراسة مجموعة من التوجهات العامة للسياسة الروسية تجاه المنطقة، منذ الضربات العسكرية التي بدأتها في 30 سبتمبر 2015 في سوريا؛ حيث بدأت الاعتبارات الاستراتيجية والأمنية تتصدر أولويات روسيا في المنطقة، إلى جانب حرصها على استقرار المنطقة باعتباره يخدم مصالحها؛ الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ دور سياسي أوسع، تمثل في طرح المبادرات وأداء دور الوسيط في أكثر من ملف بمنطقة الشرق الأوسط.
وتذهب الدراسة إلى أن روسيا تسعى إلى تكوين حاضنة إقليمية آمنة تعزز نفوذها المتصاعد في سوريا والمنطقة؛ كما تعمل على كسب شراكات مع دول الجوار السوري القريب والبعيد، في إطار رؤية تقوم على المتوازيات والقنوات المفتوحة مع القوى والأطراف الإقليمية كافة، ومنها تعزيز الشراكة الاستراتيجية الروسية – الخليجية، والشراكة مع كلٍّ من مصر وتركيا وغيرهما، واحتفاظ روسيا بمواقف متوازنة إزاء قضايا المنطقة كافة والخلافات والصراعات بها.
ويكشف العدد الخامس من سلسلة “اتجاهات استراتيجية” أن روسيا لا تسعى إلى مزاحمة الولايات المتحدة أو غيرها من القوى الدولية في المنطقة، وتنطلق استراتيجيتها من منظور تشاركي تعاوني وليس من منظور صدامي صراعي؛ إيماناً منها بأن أي مواجهة مباشرة أو غير مباشرة ستكون مكلفة للجميع، وستؤثر سلبياً في قدرتها على تحقيق أهدافها، وستزيد من استنزاف القدرات الروسية وترفع من تكلفة حركتها. ويشير الإصدار إلى أن روسيا تسعى إلى تحقيق مصالحها في أقصر وقت وبأقل تكلفة ممكنة؛ الأمر الذي يقتضي التنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بقضايا المنطقة، التي لها مصالحها وتعمل جاهدة على تحقيقها، وأبرزها الولايات المتحدة، وتركيا وإسرائيل، إلى جانب دول الخليج.
وتخلص الدراسة إلى أن الدور الروسي في المنطقة يزداد قوة وتأثيراً، ويمزج بوضوح بين القوتين الصلبة والناعمة، والضربات العسكرية والأدوات الدبلوماسية، ويتحرك في مسارات متوازية لتحقيق أهدافها ومصالحها، مع تجنب الصدام والمواجهة مع القوى الدولية والإقليمية الأخرى الفاعلة في المنطقة.


تعليقات الموقع