منطقة القوة ..

مقالات
ساره ذعار العصيمي: كاتبة سعودية

منطقة القوة ..

 

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وأكرمه وفضلّه على سائر مخلوقاته ، إذ وهبه العقل والنطق والقدرة على التفكير والإبداع، ومن ثم فإن تنمية القدرة الخلاقة والمبدعة تصبح هي الهدف الأسمى للمجتمع  ونمائه نماءً اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وحضارياً.
يعتبر المبدعون ركائز اساسية وضرورية لكل مجتمع متقدم، فهم ينتجون المعرفة الإنسانية  ويطورونها ويطوّعونها للتطبيق، وهم الامل في حل المشكلات التى تعوق التقدم الحضاري، وهم القوة الدافعة نحو تقدم الوطن ورفاهيته وإسعاده .
وليس أداء المبدعين نتاجاً لقدرات عقلية عرفانية فحسب ، ولاهو مزيجاً من القدرات العرفانية والسمات الشخصية للفرد فقط ،بل هو يتم في سياق اجتماعي يحيط باالفرد في مراحل عمره المختلفة .
فكل فرد قادر على فعل شئ أفضل من الآلاف الأشخاص؛ ولكن فعله يعتمد على ما أسماه الخبراء “منطقة القوة”.
هي منطقة يملكها كل إنسان لفعل شيء يجيده اكثر من الآخر ، بمعني لديه موهبة يستطيع تطويرها وتنميتها بما يتوافق مع قدراته .
هذا ما يتوارد الى ذهني سؤال ! ليس هل لديك موهبة  ام لا ؟ ولكن هل لديك ما يتطلب تطوير هذه الموهبة ونموها.
لقد ذكر جون سي ماكسويل في كتابة  “الموهبة لا تكفي ابداً”
مقولة ” إن مسار تاريخ العالم لم يغيره رجال موهوبين ونساء موهوبات” فحسب ، بل “غيره رجال موهوبين ونساء موهوبات طوروا مهاراتهم  إلى أقصى حد ممكن”.
وعبر عن ذلك بطرح من العديد من الارقام للتدليل على جدوى أطروحته القائمة على مفهوم تطوير الموهبة؛ فأكثر من 50% من الرؤساء التنفيذيين لاكبر الشركات قد حصلوا على تقدير مقبول في الجامعة ، و 75% من رؤساء الولايات المتحدة كانوا في نادي (النصف الأدنى )في المدرسة، واكثر من 50%  من رجال الأعمال المليونيرات لم يكملوا دراستهم الجامعية.
من هنا أستطيع ان أقول الأنسان يمكن ان يكون ناجحاً بالثقة ، الشغف ، المباردة، التركيز، الاستعداد، التدريب، المثابرة ،الشجاعة، القابلية للتعلم، الشخصية، العلاقات، المسؤولية، والعمل الجماعي.،
كل واحد من هذه الخيارات يضيف معنى ايجابياً للنجاح وإبراز الموهبة؛ فالمبادرة مثلا تنشط الموهبة، والتدريب يشحذها، فيما الشغف يجعل الموهبة متحفزة دوماً، وهناك علاقة بين الثقة وانطلاق الموهبة حين يكثف المعني بهذه العبارة البليغة” عندما يثق المرء بنفسه فإنه يطلق العنان للقوة الكامنة بداخله، والتى تأخذه على الفور لمستوي أعلى .
أخيراً  ؛ سأختصر في عبارة :
أي إنسان عادي يمكنه أن يكون غير عادي إذ تأمل في قدراته وأعاد  اكتشافها وطورها، فقد أثبتت العديد من الدراسات ان الشخص العادي لا يستخدم الا 10 % من قدراته.


تعليقات الموقع